10‏/1‏/2012

لتحي الماركسية اللينينية الماوية


لتحــــي الماركسيّة اللّينينيّة المـــــاويّة


الحركة الأمميّة الثّوريّة، 26 ديسمبر 1993

مقدمة
   تأسست الحركة الأممية الثورية ( الح . الأ . الث ) سنة
1984 جامعة داخلها من كل العالم نواة الثوريين الماويين المصممين على المضي قدما فى النضال من أجل عالم خال من الاستغلال والاضطهـاد والامبريالية ،عالم فيه يتم تجاوز حتى تقسيم المجتمع الى طبقات ـ العالم الشيوعـي المستقبلي . ومنـــذ تكوين حركتنـــــا، واصلنا التقـــّدم والآن وبمناسبة مائوية ماو تسي تونــغ وبشعور عميـــق بمسؤولياتنا، نعلـن للبروليتاريا العالمية وللجماهير المضطهدة في العالم بان الإيديولوجيا التي نسترشد بها هـي الماركسية اللينينية الماوية. لقد تأسست حركتنا على قاعدة بيان الحركة الأممية الثورية الــذي وقع تبنيه أثناء الندوة الثانية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية، سنة 1984. والبيان يدافــع عن الإيديولوجية البروليتارية الثورية وهو على هذا الأساس، يعالج جوهريا على نحو سليم المهــام الملقاة على عاتق الشيوعيين الثوريين في مختلف البلدان وعلى النطـــــاق العالمي و يعالج كذلك على نحو سليم تاريخ الحركة الشيوعية العالميــة وعديد المسائل الحيوية الأخرى. ونحـن نؤكد الآن ومن جديد أن البيان هو الأساس الصلب لحركتنا واليه نضيف اليوم وضوحــا جديدا وفهما أعمق لإيديولوجيتنا و وحدة أصلب لحركتنا.

   يشدّد البيـــان بصورة صحيحة على "إضافات ماو تسى تونغ النوعية في مجال علـم الماركسية اللينينية" ويؤكد أيضا على أنه طوره الى "مرحلة جديدة". ومع ذلك ، فإن استعمال مصطلح "الماركسية  اللينينية فكر ماو تسي تونغ" في بياننا يعكس فهمـا غير مكتمـــل بعد لهذه المرحلة الجديدة. فقد انخرطت حركتنا خلال السنوات التسع الماضية فـي نقـاش وصراع طويلين ثريين ومعمقين لكي تستوعب على أكمل وجه تطوير ماو تسي تونغ للماركسيـة. وفي الفترة نفسها، انخرطت أحزاب ومنظمات من الحركة الأممية الثورية والحركة في مجموعها في النضـال الثوري ضد الامبريالية والرجعية. و أهم هذه النضالات كان التجربة المتقدمة لحـرب الشعب التي يقودها الحزب الشيوعي البيرو فى والتي نجــحت في تعبئة الملاييـــن من الجماهير وفي كنس النظام من مناطق عدة بالبلاد و تركيز سلطة العمال والفلاحيـن فــي هــــــذه المناطق. وقد مكنتنا هذه التطورات في النظرية والممارسة من تعميق فهمنا للإيديولوجيات البروليتــارية وعلى هذا الأساس، من القيام بخطوة بالغة الأثر والإقرار بأن الماركسية اللينينيــــــة الماويــة مرحلة جديدة، ثالثة وأرقى فى الماركسية .

المرحلة الجديدة، الثالثة و الأرقى في الماركسية  
   طّوّر ماو عدة أطروحات في علاقة بجملة من المسائل الحيويـــة للثـورة إلا أن الماويـة ليست مجموع الإسهامات الكبيرة لماوتسي تونغ وإنما هي تطوير شامل و من كل الجوانب للماركسية اللينينيــــة ارتفع بها الى مرحلة جديدة أرقى. فالماركسية -اللينينيــة-الماويــة كل متناسق، انها إيديولوجيا البروليتاريا ملخصة وقد طورها ماركس و لينين و ماو تسي تونغ من الماركسيــة إلى الماركسية اللينينية ثم من الماركسية اللينينية إلى الماركسية اللينينية الماوية انطلاقا من تجربــة البروليتـــــاريا والبشريــة فــي صراع الطبقات وفي النضال من أجل الإنتاج والتجربة العلمية. انها السـلاح الذي لا يهزم الذي يمّكن البروليتاريا من تفسير العالم وتغييره عن طريق الثورة. فالماركسية اللينينية الماوية إيديولوجيا حية وعلميــة بالإمكان أن تطبــق على النطاق العالمي وهي تتطــور باطراد وتثري أكثر فأكثر من خلال تطبيقها في السيرورة الثورية ومن خلال التقدّم في المعرفـــة الإنسانية بصفة عامة. و الماركسية اللينينية الماوية عـــدو لكافة أشكال التحريفيـــة والدغمائية وهي قوة لا تقهر لأنها صحيحة.

كارل ماركس
   هو أوّل من طّوّر الشيوعية الثورية منــذ حوالي مائة وخمسين ( 150 ) سنة. وبمساعدة رفيقه في السلاح فريدريك إنجلس أسّس نظاما فلسفيـا كاملا : الماديــــــة الجدلية. و اكتشف القوانين الأساسية التي تحكم التاريخ البشري. كما طوّر كارل ماركس علم الاقتصاد السياسي الذي أظهر طبيعــــة استغلال البروليتــاريا والفوضى والتناقضــــات الكامنة فى نمط الإنتاج الرأسمالي . وتطورت نظريته الثورية في ارتباط وثيق بالنضال الطبقي للبروليتاريا على المستوى العالمـــي وفى خدمة هذا النضال . فقـد أسس الأمميـة الأولى وكتب بمعية إنجلس بيان الحزب الشيوعي الذي دوّى بندائه ( يا عمال العالم اتحدوا ! ). وأعار ماركس اهتماما كبيرا لكومونة باريس سنة1871 ، كأول محاولة بروليتارية كبرى لافتكاك السلطـة واستخلص منهــــا دروسا. و سلّح كارل ماركس البروليتاريا العالميــة بفهم مهمّتها التاريخية ألا وهي افتكاك السلطة السياسية عن طريق الثورة واستعمال هذه السلطة - ديكتاتوريـة البروليتـــاريا - من أجـــل تغيـيـر الظروف الاجتماعية إلى حدّ اندثار أسس التقسيم الطبقـي للمجتمع.
    وقاد ماركس النضال ضد الانتهازيين في الحركة البروليتـــارية الذيـن سعـوا إلى حصر نضال العمال في إطار السعي فقط إلى تحسين أوضــــاع الاستعباد المأجــور دون وضع الاستعباد ذاته موضع الاتهام. وصار كل من موقف ماركس الإيديولوجي ونظريتــــه وطريقته يسمّون الماركسية التى تمثل المرحلة الكبرى الأولى فى تطـور علم البروليتاريا.

فلاديمير إيليتش لينين
   طوّر ف .إ . لينين الماركسية إلى مرحلـــة جديدة تماما أثناء قيــادته الحركـة البروليتارية الثورية في روسيا والنضــال الذي خاضه في صلب الحركة الشيوعيــــة العالمية ضد التحريفية. ضمن إسهاماته العديدة الأخرى، حلّل تطور الرأسماليــة إلى أعـلى مراحلهــا و آخرها، الإمبرياليـــة. و بّين أن العالـــم مقسّم بيـن حفنــة مـن القوى الإمبريالية من جهة وبين أغلبية ساحقة من الأمم والشعوب المضطهدة وبيّن أن القــوى الإمبريالية تضطر إلى الدخول في حروب دورية مـن أجـل إعادة تقسيم العالــــم فيما بينها. وحّدد لينين العصر الذي نعيشه كعصر الإمبريالية والثورة البروليتـــاريــة. وطّور مفهوم الحزب السياسي من الطراز الجديد، الحـزب الشيوعي، باعتباره الأداة الضرورية للبروليتاريا لقيادة الجماهير الثورية نحو افتكاك السلطة.
   والأهم هو أن لينين رفع نظرية و ممارسة الثورة البروليتـــارية إلى مرحلة جديدة تماما خلال قيادته البروليتاريا فى افتكاك السلطة السياسية و تعزيزها لأول مرة في التاريـخ بانتصار ثــورة أكتوبر فى روسيا القيصرية سابقا عام 1917.
    وخاض لينين صراع حياة أو موت ضد التحريفييــن فــي عهـــده، فى صفوف الأممية الثانية، الذين خانوا الثورة البروليتـارية ودعــوا العمــال إلى الدفاع عن مصالح أسيادهم الامبرياليين، أثناء الحرب العالمية الأولى. " صدى مدافــع ثــورة أكتوبر "  ونضــال لينين ضد التحريفيــة انتشرا بشكل واسع داخل الحركـة الشيوعيــــة عبر العالــم ووحدا نضالات الشعوب المضطهــدة والثـورة البروليتـــــــاريـة العالمية فتشكلت الأممية الثالثة أو (الأممية الشيوعية).
   إن تطوير لينين الشامل للماركسية فى جميع جوانبها يمثل القفزة الكبـرى الثانية في بلورة الإيديولوجيا البروليتارية.
   و بعد وفاة لينين، دافع جوزيف ستاليـــن عن ديكتــاتوريـــة البروليتـــارية ضـد أعدائهــــــا الداخليين وضــد الغزاة الإمبرياليين خلال الحرب العالمية الثانية ومضى قدما فى قضية البناء والتحـويل الاشتراكيين في الإتحـــاد السوفياتي كما ناضل فى سبيل أن تقر الحـركة الشيوعيـــــة العالميــــة بأن الماركسية اللينينية مرحلة ثانية كبرى فى تطور الإيديولوجيا البروليتارية .

ماو تسي تونـــغ
   طوّر ماو تسي تونغ الماركسية اللينينية إلى مرحلة جديدة وأرقى أثناء عشرات السنين التي قاد فيها الثورة الصينية والنضال العالمي ضد التحريفيـــة المعاصرة و الأهم إيجاده نظريا و عمليا طريقة مواصلة الثورة فى ظل ديكتـــاتورية البروليتــاريا بهدف الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية و مواصلة التقدم نحو الشيوعيـــة.
   وقـد طوّر ماو على نحو عظيم المكونات الثلاثة للماركسية : الفلسفة والاقتصــاد السياسي والاشتراكية العلميــة.
   قال ماو: " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " و طوّر بصورة شاملة العلم العسكري للبروليتاريا من خلال تنظيره و ممارسته لحرب الشعب. و علمنــا أن الشعب وليس الأسلحــة هو العامل المحــدد في الحرب. و أبرز أن لكل طبقة أشكالها الخاصة فى الحرب تتماشى مع طابعها وأهدافها و وسائلها الخاصة بها. و أشار إلى أن كل المنطق العسكري يمكن تلخيصه فى مبدأ "تقاتلون على طريقتكــم ونقاتل على طريقتنــــــا" وإلى أنه على البروليتـــــــاريا أن تصوغ إستراتيجيا وتكتيــكات عسكرية تسمح لها باستعمال مزاياها الخاصة وذلك بإطلاق مبادرة الجماهير الثورية والتعويل عليها.
   وأكّد ماو تسي تونغ أن سياسة كسب مناطق ارتكاز والتركيـز المرتب للسلطـــة السياسية هي مفتــــاح تحرير الجماهير وتطوير قدرات الشعب العسكريــة والتوسع على شكل أمواج في سلطته السياسية . وشدّد على الحاجة لقيادة الجماهير فى تحقيقها للتغييرات الثورية فى مناطــــــق الارتكاز والحاجة إلى تطويرها هذه المناطــق سياسيا واقتصـاديا وثقافيا خدمة للتقدم فى الحرب الثورية.
   وعلّمنا ماو أن الحزب هو الذي يجب أن يوجه البنادق ولن يسمح أبدا للبنادق بأن توجه الحزب. و ينبغي أن يتشكّل الحزب كأداة قادرة على إطـــــــلاق الحرب الثــــورية و قيادتها مؤكدا أن المهمة المحورية للثورة هي افتكاك السلطـة بواسطـة العنف الثوري . إن نظرية ماو تسي تونغ حول حرب الشعب قابلة للتطبيق عالميـا في جميع البلدان رغم أنه يجب أن تـراعى في ذلك الظروف الملموسة لكل بلد آخــــذين بعين الاعتبار خاصة نوعين رئيسيين من البلدان فى عالم اليوم : البلدان الإمبريالية والبلـدان المضطهَدة.

   و تمكّن ماو تسي تونغ من حلّ مسألة كيفية إنجاز الثورة في بلد تهيمن عليه الإمبريالية. فالطريق الأساسي الذي رسمه للثـورة الصينيــــــة يمثــــل مساهمة لا تقدر بثمن فى نظرية وممارسة الثورة وهي مرشد لتحرير الشعوب التى تضطهدها الإمبريالية. و هذا الطريق يعنى حرب الشعب و محاصرة الأرياف للمدن ويقوم على الكفــــــاح المسلح كشكل أساسي للنضــال وعلى الجيش الذي يقوده الحزب كشكل أساسي لتنظيم الجماهير واستنهاض الفلاحين وخاصة الفقراء منهم و على الإصلاح الزراعي و بناء جبهة موحدة بقيادة الحزب الشيوعي وذلك قصد القيــام بثـورة الديمقراطية الجديدة ضد الامبريالية والإقطاع والبرجوازية البيروقراطيــــــة وتركيز ديكتاتورية الطبقات الثورية تحت قيادة البروليتاريا كتمهيـــد ضروري للثورة الاشتراكية التي يجب أن تتلو مباشرة انتصار المرحلة الأولى من الثـورة. وقدّم ماو الأطروحة المتمثلة في "الأسلحة السحرية الثلاثة : الحزب والجيش والجبهة المتحدة" كأدوات لا بد منها لإنجاز الثــــورة فى كل بلـــــد طبقا للظروف و طريق الثورة الخاصين.

   وطوّر بشكل كبير الفلسفة البروليتارية ، الماديـة الجدلية. و شدّد بالخصوص على أن قانون التناقض، وحدة الأضداد، هــــو القانون الأساسي الذي يحكم الطبيعة والمجتمع. و أكّد أن وحدة وتماهي أية ظاهرة مؤقتة ونسبية بينما صراع الأضداد لا يتوقف وهو مطلق مما يسفر عن قطيعة جذرية و تحول ثوري. وطبّق ماو باقتدار فهمه لهـــذا القانون في تحليلــه للعلاقة بين النظرية والممارسة مشدّدا على أن الممارسة مصدر الحقيقـة ومقياسها فى آن معا و مؤكدا على القفزة من النظرية إلى الممارسة العملية. وهكذا طوّر أكثر النظريـة البروليتــــــــــارية في المعرفة. وقاد ماو عمليّة تمكين الملايين من الجماهير من الفلسفة ومثال عن ذلك تبسيط مقولة" ازدواج الواحد" وذلك فــي تعارض مع الأطروحة التحريفية القائلة بـ "دمج الإثنين في واحد".
   كما طوّر قدما فهم "إنّ الشعب، والشعب وحده، هو القوة المحركة فــــي خلق تاريخ العالم" وطوّر أيضا فهم الخط الجماهيري "جمع آراء الجماهير (الآراء المتفرقة غير المنسقة) وتلخيصها ( أي دراستها وتلخيصها فى آراء مركزة منسقة)، ثم العودة بالآراء الملخصة إلى الجماهير والقيام بالدعوة لها وتوضيحها، حتى تستوعبها و تصبح آراء خاصة بها، فتتمسك بها و تطبقها عمليا، و تختبر هذه الآراء أثناء تطبيق الجماهير لتعرف أهي صحيحة أم لا". و شدّد ماو على الحقيقة العميقة القائلة بأن المادة يمكن أن تتحول إلى وعي و أن الوعي يمكن أن يتحول إلى مادة مطوّرا أكثر فهم الدور الديناميكي لوعي البشر فى كافة مجالات نشاطهم.

   و قاد ماو تسي تونغ النضال العالمي ضد التحريفية المعاصرة التي كان يتصدرها التحريفيــون الخروتشوفيــون ودافــع عن الخـــط الإيديولوجـي والسياسي الشيوعي ضد التحريفيين المعاصرين و دعا كل الثــــــوريين البروليتاريين الحقيقيين إلـى القطع معهم و تأسيس أحزاب تعتمد مبادئ الماركسية اللينينية الماوية.  وقام ماو تسي تونغ بتحليل نافذ للدروس المستقات من إعادة تركيز الرأسمالية في الإتحاد السوفياتي كما حلّل نواقص و إنجازات البناء الاشتراكي في تلك البلاد. وبينما دافع عن المساهمات العظيمة لستالين نقد أخطاء هذا الأخير.
   و لخّص تجربة الثورة الاشتراكية في الصين وتجربة صراعات الخطّين المتكررة ضد مراكز قيادة التحريفية داخل الحزب الشيوعي الصيني . وطبّق باقتدار الماديـة الجدليـــــة فى تحليل التناقضات داخل المجتمع الاشتراكي.
    وعلّمنا أن على الحزب أن يلعب الدور الطليعي، قبل افتكاك السلطة وأثناء ذلك وبعده، فى قيادة البروليتاريا في كفاحهـا التاريخـي فى سبيل الشيوعية. وطوّر فهمنا لكيفية المحافظة على الطابع البروليتاري الثـوري للحزب عن طريـــق النضال الإيديولوجي النشيط ضد التأثيرات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة فى صفـوفه وإعادة التربية الإيديولوجيـــــة لأعضائه والنقد والنقد الذاتي وكذلك عـن طريـق خوض صراع الخطين ضد الخطوط الانتهازية والتحريفية داخل الحـزب. و علّمنا ماو أنه بمجرد أن تفتكّ البروليتاريا السلطة و يصبح الحزب القوة القائدة للدولة الاشتراكية ، فإن التناقض بين الحزب والجماهير يصبح تعبيرا مكثّفا عن التناقضات التي تجعل من المجتمع الاشتراكي مرحلة انتقالية من الرأسمالية الى الشيوعية. وطوّر ماو تسي تونغ فهــــم البروليتاريا للاقتصاد السياسي و للدور المتناقض والديناميكــي للإنتاج ذاته وترابطه مع البنية الفوقية السياسية والإيديولوجية للمجتمع. وعلّمنا ماو أن نظام الملكية محدد فى علاقات الإنتاج ، إلآ أنه في ظلّ الاشتراكية، ينبغي الانتباه إلى أن تكون الملكية الجماعية اشتراكية شكلا ومضمونا. و أكّــــد أيضا على ترابط نظام الملكية الاشتراكية والمظهرين الآخرين لعلاقات الإنتـــــاج والعلاقات بين الناس في العمل ونظام التوزيع. وطوّر المقولة اللينينيــة المؤكدة على أن السياسة ليست إلاّ تعبيرا مكثفا للاقتصاد، مبرزا أن فى المجتمع الاشتراكي صحة الخط الإيديولوجي و السياسي تحدد ما إذا كانت البروليتــــاريــا تملك فعلا وسائل الإنتاج أم لا. و بيّن أن صعود التحريفيـــــــة إلى السلطة يعني صعود البرجوازية وأنه بالنظر للطابع المتناقض للقاعدة الاقتصادية للاشتراكية يكون من اليسير على المسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي أن يعيدوا بسرعة تركيز النظام الرأسمالي إذا ما صعدوا إلى السلطة.

   وقام ماو تسي تونغ بنقـد معمّق للنظرية التحريفية حول قوى الإنتاج واستنتج أن البنية الفوقية، الوعي، بإمكانهـــــــا تغيير البنية التحتية وبواسطة السلطة السياسية بإمكانها تطوير قوى الإنتاج . و تم التعبير عن كل هذا في شعار "القيـــام بالثورة مع تطوير الإنتاج".
   وأطلق ماو تسي تونغ وقاد الثورة الثقافيـة البروليتارية الكبـرى التي مثّلت قفزة كبرى إلى الأمام في تجربة ممارسة ديكتـــــاتورية البروليتاريا . فقد نهض مئـات الملايين من الشعب للإطاحة بالمسؤولين السائرين فى الطريق الرأسمالي الذين ظهروا صلب المجتمــــع الاشتراكي والذين تركزوا أساسا في قيادة الحزب ذاته (أمثال ليو تشـاوتشي و لين بياو ودينــغ سياو بينغ) . وقاد ماو البروليتــــــاريا والجمــــاهير في مواجهتها للمسؤولين السائرين في الطريق الرأسمالي وفى فرض مصالح الأغلبية الساحقــــة ووجهة نظرها وإرادتها في جميع الميادين التي ظلت حتى في المجتمع الاشتراكي الاحتياطي الخاص للطبقات الاستغلالية ولطريقة تفكيرها. لذلك حالت الانتصارات الكبيرة المحرزة خلال الثورة الثقافية دون إعادة تركيز الرأسمالية في الصين لمدة عشر سنوات وأدّت إلى تحولات اجتماعية كبرى في القاعــدة الاقتصادية وكذلك في التربية والأدب والفن والبحث العلمي والميادين الأخرى من البنية الفوقية . فى ظلّ قيادة ماو تسي تونغ، قلبت الجماهير التربة التي تنبت الرأسماليـة- مثل الحق البرجوازي والاختلافات الثلاث الكبرى بين المدينة والريف وبين العمال والفلاحيــن وبين العمل الذهني والعمل اليدوي.
   وفى خضم هذا النضال الإيديولوجي والسياسي المرير عمق الملايين من العمـــال والجماهير الثورية الأخرى بصورة كبيرة وعيهم الطبقي واستيعابهم للماركسية اللينينية الماوية ودعموا قدراتهم على ممارسة السلطة السياسية . و تّم خوض الثـــــورة الثقافيـــة كجزء من نضال البروليتاريا العالمي فكانت مدرسة للأممية البروليتارية.
   كما أحاط ماو تسي تونغ بالعلاقة الجدلية بين الحاجة إلى قيادة ثورية من جهة وضرورة استنهاض الجمـــاهير الثوريــــة القاعدية والاعتماد عليها فى تطبيق ديكتـــاتورية البروليتــاريا . وهكذا كان تعزيز دكتاتورية البروليتـــاريا كذلك التطبيق الأوسع والأعمق للديمقراطية البروليتارية التي تحققت بعدُ في العالم وبرز قادة أبطـــال أمثال كيانغ تسينغ وتشانــــغ تشون شياو ظلوا إلـى جانب الجمــاهير وقادوها في معركتها ضد التحريفيين واستمروا فـي رفــع راية الماركسية- اللينينية -الماوية عاليا حتى فى مواجهة الهزيمة المّرة.
    قال لينين : "ليس بماركسي غير الذي يعمّم اعترافه بالنضال الطبقي على الاعتراف بديكتاتورية البروليتاريا ". لقد تدعم هذا الشرط الذي طرحه لينين أكثر على ضوء الدروس والنجاحات القيمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسى تونغ . و يمكن لنا القول الآن ليس بماركسي غير الذي يعمّم اعترافه بالنضال الطبقي على الاعتراف بديكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات والتناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الاشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية . و كما قال ماو فإن :" كل خلط فى هذا المجال يؤدى لا محالة إلى التحريفية ." إن إعادة تركيز الرأسمالية إثر الانقلاب المضاد للثورة ، سنة 1976 بقيادة هواو كو فنغ ودينغ سياوبنغ لا يشكك بأي حال فى الماوية أو بالإنجازات التاريخية- العالمية وبالدروس العظيمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، بل بالعكس، تؤكد هذه الهزيمة أطروحات ماو تسي تونغ حول طبيعة المجتمـع الاشتراكي وضـرورة مواصلة الثورة في ظل ديكتاتورية البروليتاريا.
   بوضوح ، مثلت الثــــورة الثقافيــــة البروليتـــــارية الكبرى ملحمة ثورية تاريـــخية – عالمية وقمة انتصار شامخــة للشيوعيين والثوريين في العالم وإنجاز لا ينضب. ورغم أن الطريـق أمامنا لا يزال طويلا، فقد مكنتنــا هذه الثورة من دروس غاية فى الأهمية نحن بصدد تطبيقهـــا ومثــال ذلك فكرة أن التغيير الإيديولوجي جوهري فى تمكين طبقتنا من افتكاك السلطة.

الماركسية اللينينية الماوية : المرحلة الثالثة الكبرى
   أثناء الثورة الصينية ، طوّر ماو تسي تونغ الماركسية اللينينية في عديد الميـادين الهامة إلآ أنه فى بوتقة الثـــورة الثقافيـــة البروليتـــارية الكبرى، تحققت نقلــة كـبـرى فى إيديولوجيتنا فأخذت المرحلة الثالثة الكبرى، الماركسية اللينينية الماوية، شكلهـا التام. و من الموقع الأرقى للماركسية اللينينية الماويــة ، يمكن للشيوعيين الثوريين أن يستوعبـــوا تعاليم القادة العظام السابقين بصورة أعمق و تكتسي حتى إسهامات ماو تسي تونغ السابقة دلالة أعمق كذلك. واليــــوم، بدون الماوية لا يمكن أن تكون هناك ماركسية لينينية . وبالفعل ، فإن إنكــــــارها هو إنكار للماركسية اللينينية ذاتهـــــا .
   في بدايتها، تلاقي كل مرحلــة عظيمة في تطـور الإيديولوجيا الثورية للبروليتاريا معارضة عنيدة ولم يقــع الاعتراف بهــا إلاّ بعد نضال ضار، ومن خلال تطبيقها في الممارسة الثورية . واليــوم ، تعلن الحركـة الأممية الثــورية أنه ينبغي أن تكون الماركسية اللينينيـــــة الماوية قائــدة الثورة العالمية ومرشدها .

   تجد مئات الملايين من البروليتـاريا والجماهير المضطهدة في العالــم نفسها مجبرة أكثر فأكثر على النضال ضد النظام الإمبريالي العالمي وكل الرجعيين . وفـي ميــدان المعركــة ضد العدو، تبحث عن الراية التي هي رايتها .لذا يجب علي الشيوعيين الثوريين أن يستعملوا بمهارة إيديولوجيتنـا العالمية وأن ينشروها فى صفوف الجمـاهير على النحو الذي يكفل استنهاضها وتنظيم طاقتها من أجل افتكاك السلطـة بواسطة العنف الثوري. و فى سبيل القيــام بذلك، يتعيّن أن تؤسس أحزابا ماركسية - لينينية – ماوية، متحـــــــدة ضمن الحركة الأممية الثــورية ، حيث لا توجــد بعــــدُ و أمـا الأحزاب الموجودة فعليها أن تعزز نفسها للإعداد لحرب الشعب وخوضهـــــا حتى تحقيق الانتصار وافتكاك السلطة خدمة للبروليتاريا والشعوب المضطهَدة. وعلينا أن نرفع عاليا راية الماركسية- اللينينية -الماوية و أن ندافع عنها و الأكثر أهمية أن نطبّقها. وينبغي أن نتقدم بكفاحنـــا من أجل إنشاء أممية شيوعية من طراز جديد، عمادها الماركسية اللينينية الماوية. إن الثورة البروليتارية العالمية لا يمكن لها أن تتقـــدم في اتجاه النصر دون شحذ مثل هذا السلاح ، لأنّه كما علمنا ماو إما أن نصل جميعـــــا إلى الشيوعيـــــة أو لن يصل أحد.
   قال ماو تسي تونغ : "تحتوي الماركسية على آلاف الحقائق إلآ أن هذه الحقائق تتلخص فى آخر المطاف في جملة واحدة : من حقنا القيام بالثورة". و الحركة الأممية الثـــــورية تتخذ من النضال الذي تخوضه الجماهير نقطة انطلاق و تدعو البروليتـــــاريا والثوريين عبر العالم قاطبة إلى أن يتبنوا الماركسية  اللينينية الماوية و ينبغي أن تفهم البروليتاريا وأن يفهم كافة المضطهدين أن هذه الإيديولوجيا التحررية والحزبية هي الوحيدة القادرة على جعل ثورة الجماهير تكنس آلاف السنين من الاستغلال الطبقي وتبعث إلى الحياة عالم جديد هو العالم الشيوعي.
لنرفع عاليا الراية الحمراء العظيمة للماركسية اللينينية الماوية
                                                                الحركة الأمميّة الثّوريّة، 26 ديسمبر 1993                                           

------الــــــمُلحق -------
حول الوضع العالمي
   في سنة 1984 أكّد بيان الحركة الأممية الثورية :"إن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية آخذ بالانحلال سريعا. فالعلاقات الاقتصادية و السياسية على المستوى الدولي -"تقسيم العالم "-، التى أقيمت خلال الحرب العالمية الثانية و ما بعدها ، لم تعد تسمح لمختلف القوى الإمبريالية بأن تضمن "بشكل سلمي" الامتداد والتوسع الضروريين لإمبراطورياتها المقامة على أساس الربح. و إذا سبق لعالم ما بعد الحرب أن عرف تحوّلات هامة نتيجة النضالات الثورية فى تلك الفترة، فإننا نشهد اليوم مراجعة عامة لكل شبكة العلاقات الاقتصادية والسياسية و العسكرية فى مجملها . فقد أخذ الاستقرار النسبي للقوى الإمبريالية الكبرى والازدهار النسبي لحفنة من الدول (نتيجة استغلالها لأغلبية شعوب و أمم العالم و ما تتسبب فيه من دماء وبؤس ) يتفكك، كما نشهد تصاعدا للنضالات الثورية للأمم و الشعوب المضطهَدة و التى تمس من جديد النظام الإمبريالي العالمي...
و اليوم فإن احتداد التناقضات يدفع كل البلدان و كل مناطق العالم و حتى بعض قطاعات من الجماهير التى بقيت لحد الآن خامدة و بعيدة عن الحياة السياسية إلى دوامة صراعات التاريخ العالمي، ولسوف تبرز هذه الظاهرة بأكثر وضوح فى المستقبل . و لهذا يجب على الشيوعيين الثوريين أن يستعدوا و يهيّؤوا العمال ذوى الوعي الطبقي و كذلك القطاعات الثورية الأخرى من الشعب و أن يصعدوا من النضالات الثورية".
   إن تحليل البيان للطابع الظرفي في النظام العالمي السائد ومناداته بالاستعدادات الملحة بالنظر إلى التغيرات الفجائية والمتسارعة الحاصلة في التطورات قد أكدته الوقائع في العالم رغم أن السير الدقيـق للأحـداث ( تفكّك المعسكر الإمبريالي الاشتراكي السوفياتــي وتفاقـم التناقض الحاد بين الكتل الإمبريالية بزعامة الولايات المتحدة والسوفيات الذي أدي إلى حافة الحرب العالمية ) لم يكن بالإمكان التنبؤ به.
   وفي إطار تفاقــم أزمة النظـام الرأسمالي تبدو السمات الأساسية للوضـع العالمي الراهـن كالتالي : تصاعد نضالات الأمم المضطهَدة في العالــــــم وخاصة الانتصارات المجيدة لحرب الشعب في البيرو وإندلاع الانتفاضات في وكر الوحوش الإمبرياليين أنفسهم وبروز الولايات الأمريكية كشرطي وحيد للنظام الإمبريالي وتدخل الإمبرياليين الموجّه ضد الأمم المضطهَـــدة واعتدائهم عليهــا وتكثيـف الاستغلال والهجمــات ليس فقط ضد جماهير الأمم المضطهَــدة وإنما كذلك ضد جماهير البلدان الرأسمالية ذاتها وإعادة ترتيب القوى الذي يجري في صفوف القوى الإمبريالية .
حلم الإمبرياليين الزائف بــ"نظام عالمي جد يـــد"
   عقب انحلال المعسكر الإمبريالي السوفياتي الذي لم يكن سوى إحدى التجليات المميزة للأزمة الحادة التى تخنق النظام الإمبريالي بأسره و الذي ليس الإتحاد السوفياتي سوى ركن من أركانه الرئيسية ، صرّح الإمبرياليون الأمريكان بكل تبجح و صلف بأنهم سيفرضون "نظاما عالميا جديدا" لأتباعهم فى بلادهم هم وللآذان التى لا تكاد تسمع شيئا إلآ أيقنت به، وقع تلميع ظاهري لهذا النظام الجديد بكلمات من قبيل "احترام القانون الدولي" و "عهد جديد من السلام " و"الديمقراطية " و "مقاومة الاستبداد و الدكتاتورية" و حتى "حقوق الإنسان". و تظاهرت القوى الإمبريالية التى كانت بالأمس تتقاتل فيما بينها بالتآخي. وقدمت الأمم المتحدة و المنظمات الإمبريالية المشابهة لها على أنها حامية هذا "العهد الجديد من السلام العالمي". و بكل سذاجة، أمل الإمبرياليون فى أن يحجبوا الطبيعة الحقيقية للمعسكر الإمبريالي الاشتراكي السوفياتي و فى أن يستغلوا ذلك من أجل حرمان الجماهير المضطهَدة من السلاح الذي تمثله الإيديولوجيا الشيوعية الثورية. وأطلق إيديولوجيوهم و الرجعيون و التحريفيون من كل شاكلة هجوما مضادا للثورة معلنين أن الفكرة الشيوعية عن عالم متحرر من الاستغلال انتهت و أعلنوا حتى "نهاية التاريخ" وبذلت الإمبريالية و الرجعية و التحريفية ما أوتوا من جهد من أجل رفع راية "الديمقراطية " المهترئة و التى عفا عليها الزمن، كرمز للسيطرة اللا إنسانية و الدموية لرأس المال، و من أجل تقديمها كخيار وحيد .
    لقد كانت حقا مؤامرة تجلت عواقبها بداهة فى منتهى الخسة و الدموية. إنّ أول عمل دشّن به هذا النظام "الجديد " حضوره تمثل فى الاغتصاب العنيف للعراق من قبل الولايات المتحدة بمعاضدة قوى إمبريالية أخرى و بمساعدة جيوش مرتزقة من طراز جديد مؤلفة من جنود تابعين للبلدان التى عليها يهيمنون. أما الهدف الذي ينشده هذا العمل فهو وضع حدود الإمبراطوريات وإخضاع المضطهَدين عبر إستعمال الرعب بيد أن ذلك لم يفعل سوى نزع قناع  " السلام " الذي يتقنعون به و تأكيد أن الأنظمة الكمبرادورية فى الأمم المضطهَدة غير قادرة بالمرة على توجيه ضربات صارمة و دون مساومة لأسيادها الإمبرياليين. لقد أظهر لنا الإمبرياليون على مسرح الأحداث ضرورة نزع سلاحهم و لكن السلام لا يمكنه أن يأتي من صالونات حفلات مصاصي الدماء . حتى بعد كل اتفاقياتهم و معاهداتهم ،لا زالوا يملكون ترسانات أسلحة قاتلة قادرة على تدمير العالم لمرات لا تحصى. تحدث الإمبرياليون عن "عهد جديد من النموّ والتعاون" غير أن النتيجة الوحيدة كانت تكثيف استغلال جماهير الأمم المضطهَدة و جماهير البلدان الرأسمالية ذاتها – تفقير المنتجين الحقيقيين.
   وفي بلدان الكتلة الشرقية السابقة، بما فى ذلك روسيا ، تقلص الهيمنة المفتوحة لرأس المال تدريجيا إلى الصفر أوهام النمو فى مأمن من الأزمات . و تحولت أحلام الإمبرياليين الغربيين فى تجاوز أزمتهم إلى كوابيس فهم يغرقون أكثر فأكثر ويتسببون فى اضطرابات ترتد سهامها إلى نحورهم و اليوم يجدون أنفسهم مضطرين لمواجهة غضب المضطهَدين فى بلدانهم هم .لقد كان مجرى الأحداث سريعا مما يؤكد مرة أخرى الطابع المتفجر للوضع العالمي.
   إنّ دويّ طبول الهجوم المضاد الرجعي الذي كان منذ سنتين فقط يحدث الكثير من الهرج ما عاد يطال إلا الآذان الصماء. و من يوم لآخر تنهض أكثر فأكثر عديد شرائح الجماهير فى العديد من أنحاء العالم لتقاوم وتنتفض و تثور، فقد أصبحت تعي بصورة أعمق مدى إفلاس الحراس التحريفيين و تستقبل بحرارة الصعود اللامع للسلطة الحمراء فى أعالي جبال البيرو و تبحث عن وسائل أنجع لتسديد ضربات موجعة لمضطهديها هي.
" الاضطراب الكبير" أمر جيد
   لقد علّمنا القائد البروليتاري العظيم ، ماوتسى تونغ ،أن الإمبريالية ترفع دائما حجرا كبيرا بغاية رمي المضطهَدين به و تنتهي إلى جعله يسقط على قدميها . و ينطبق هذا على الوضع العالمي الجديد. فالدعاية الصاخبة التى يقوم بها الإمبرياليون بصدد نظامهم العالمي "الجديد" ومجرى الأحداث الحقيقي لم يشآ إلآ أن يبرهنا بلا أدنى ظل من الشك أنه لا يمكن توقع أي شيئ طيب من نظام يلتهم البشر. و أقنعة مؤسساتهم وعملائهم الرجعيين وصنائعهم التحريفية تسقط القناع تلو القناع.
   وكسبت حرب الشعب فى البيرو مناطق محررة حيث أقامت طبقتنا من جديد سلطة الشعب. وفي الأمم المضطهَدة ، "منطقة زوابع" الثورة العالمية ، تشهد نضالات الجماهير و مقاومتها للإمبريالية و عملائها الرجعيين نهوضا عارما. وقد تجاوزت قادة الأمس المتعفنين ، تأخذ أجيال جديدة بأيديها زمام المهام التى ستجعل نضالاتها تتقدم .فثمة غليان وتمرّد بدرجات مختلفة ،ضمن كل شريحة من شرائح الجماهير العميقة التى تجد نفسها مغلولة الأيدي منذ قرون من قبل الرجعية بجميع أشكالها المتوحشة .إن الطاغية القذر الأمريكي تلقى أخيرا تحذيرا جديا على أرضه هو بالذات من طرف ضحايا اضطهاده الطبقي والعنصري. ويتمادى تقلص هواء النمور من الورق كالكرة الهوائية بفعل الضربات الحادة التى تكيلها له الجماهير المضطهَدة فى كافة البلدان حيث يتجرأ على اقتراف عدوان. موجة كبيرة من "الاضطراب الكبير" تتصاعد وهذا أمر جيد.
   فى إطار احتداد أزمة النظام الإمبريالي العالمي ، تشهد كافة التناقضات الأساسية – التناقض بين الأمم المضطهَدة والقوى الإمبريالية، والتناقض بين البروليتاريا و البرجوازية فى البلدان الإمبريالية، والتناقض فى صفوف القوى الإمبريالية ذاتها – تشهد تطورا جديدا. من هذه التناقضات، يحتد التناقض بين الأمم المضطهَدة و القوى الإمبريالية. و بمدى ملحوظ و إن ثانويا ، يحتد التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية داخل البلدان الإمبريالية حيث أدّى انهيار معسكر الإمبريالية السوفياتية إلى ارتخاء التناقض فى صفوف الإمبرياليات نسبة لمستوى احتداده السابق .غير أن الصدام الإمبريالي يقوم الآن على التنافس وهو ما يتمظهر فى إعادة تشكل التحالفات و العداوات التى تبرز بين القوى الإمبريالية جراء احتداد أزمتها وتصاعد نضالات الشعوب.
   حتى نستعيد كلمات بيان 1984 ،فى هذه الفترة تبزغ آفاق لم نشهد لها مثيل :" علينا أن ندعم حذرنا الثوري و نضاعف جهودنا حتى نكون قادرين سياسيا و إيديولوجيا و تنظيميا و عسكريا على الاستفادة من تلك الفرص بشكل يدعم إلى أقصى حد من مصالح طبقتنا، وحتى ننتزع أكثر ما يمكن من المواقع الأمامية لصالح الثورة البروليتارية العالمية."
   إنّ وجود الحركة الأممية الثورية و الأحزاب الماوية المشكلة لها يوفر قاعدة صلبة لإنجاز هذه المهمة وينبغي إنجازها . و بوجه خاص ، على الشيوعيين أن يضعوا سلاح الماركسية اللينينية الماوية بين أيدي مختلف الجماهير المضطهَدة و أن يثابروا على الصراع بلا هوادة ضد كافة أشكال التحريفية القديمة منها و الجديدة و أن ينشئوا أحزابا ماوية أين لا توجد و أن يعززوا تلك الموجودة على نحو يسمح بالإعداد لحرب الشعب و يسمح بتفجيرها و قيادتها إلى الظفر لتحطيم الإمبريالية و الرجعية إلى الأبد و التقدم نحو المستقبل العظيم، المستقبل الشيوعي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق