6‏/3‏/2012

موت ستالين 




مــــوت ستــــاليــــن  


 قبل أشهر من موت ستالين تمّ تقويض سائر النّظام الأمني المكلّف بحمايته. فقد طرد الكساندر بروسكريبيشيف، سكرتيره الشخصي الذي كان قد خدمه منذ عام 1928، بنشاط ملحوظ، و وضع تحت الإقامة الجبريّة. و اعتقل الليوتنانت كولونيل نيقولاي فلاسيك رئيس جهاز الأمن الشخصي لستالين منذ 25 سنة، في 16 كانون أوّل عام 1952، ثمّ مات بعد بضعة أسابيع في السّجن. و مات بعد مدّة قصيرة (بذبحة قلبيّة) الجنرال بيتركوسيكين نائب رئيس حرس الكرملين ومسؤول أمن ستالين و في 17 شباط عام 1953 كتب ديريابين: "إنّ عمليّة تجريد ستالين من سائر جهاز أمنه الشّخصي كانت عمليّة مدروسة ومنفّذة بنحو جيّد جدّا".

 كان بيريا هو الوحيد الذي يؤهّله وضعه لتدبير مثل هذه المؤامرة و في الأوّل من آذار، و في السّاعة 23 وجد الحارس ستالين ممدّدا على الأرض في غرفته، فاقدا للوعي. و عبر الهاتف استدعى أعضاء المكتب السياسي. أكّد خروشوف بأنّه وصل هو أيضا، ثمّ انصرف كلّ واحد إلى بيته. ما من أحد منهم قد استدعى طبيبا، اثنتا عشرة ساعة مضت على أزمته القلبيّة قبل ان يتلقّى ستالين الإسعافات الأولى. وفي 5 آذار توفّي ستالين. كتب لويس ويتيشيد فيما بعد:

"ترى بعض الروايات دلائل كثيرة على أنّ موت ستالين كان متعمّدا وبفعل فاعل. ويرى عبد الرّحمان افتورخانوف أسباب موته في التحضيرات المتّخذة من قبل ستالين للقيام بتطهيرات مماثلة لتطهيرات أعوام الثلاثينات". 

بعد موت ستالين مباشرة جرت الدّعوة لعقد اجتماع للّجنة المركزيّة. و منذ الافتتاح اقترح بيريا أن (يكون) مالينكوف رئيسا لمجلس الوزراء، و طالب مالينكوف بأن يعيّن بيريا كنائب أوّل لرئيس الوزراء و وزيرا للشؤون الدّاخليّة، و لأمن الدّولة، وفي الأشهر التي أعقبت، هيمن بيريا على المسرح السياسي "لقد عشنا حينذاك فترة شديدة الخطورة" هذا ما كتبه خروشوف فيما بعد. ما أن استقرّ بيريا من جديد على رأس جهاز أمن الدّولة حتّى سارع إلى اعتقال بروسكريبيشيف سكرتير ستالين، ثمّ ريوتين الذي قاد التحقيق حول الموت المشبوه لجدانوف وتبع ذلك اعتقال اغناتييف رئيس ريويتن، وأدين الثلاثة بسبب دورهم في القضيّة ذاتها وفي 3 نيسان أطلق سراح الأطبّاء المتّهمين بقتلهم لجدانوف. وقد أكّد الصهيوني ويتلين بانّ بيريا أراد بإعادته الاعتبار للأطبّاء اليهود أن "يحطّ من قدر سياسة ستالين الخارجيّة التي كان ينتهجها حيال الغرب يصورة اساسيّة، و على الأخصّ الولايات المتّحدة، و بريطانيا العظمى". و في نيسان أيضا نظّم بيريا هجوما مضادّا في موطنه الأم جيورجيا. ووضع من جديد رجاله على رأس الحزب و الدّولة. و غدا ديكانوزوف "الذي أعدم مع بيريا" وزيرا لأمن الدّولة بدلا من روخادزه، و قد اعتقل فيما بعد "كعدوّ للشّعب".

--------------------------------
نقدّم للقارئ هذه الفقرات التي تتضمّن بعض الحقائق حول عمليّة موت الرّفيق جوزيف ستالين في الخامي من آذار/مارس 1953. هذه الفقرات مقتطفة من كتاب "ستالين: نظرة أخرى" للمؤلّف لودو مارتينز، ترجمة حسن عودة، وهو صادر عن دار الطليعة الجديدة، دمشق – سوريا، الطبعة الأولى، 1998، من الصّفحتين 335 و336.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق