لنتجرأ على أن
نصبح مثل تشانغ تشنغ (الجزء الأول)
تمكنت العديد من المناضلات عبر مر التاريخ من الوصول إلى قيادة الأحزاب الشيوعية و منها إلى قيادة الثورات التحررية . و من بين هؤلاء الثوريات نجد تشانغ تشنغ التي قادت إلى جانب مناضلين آخرين الثورة الثقافية بالصين . و سنحاول الوقوف على أبرز المحطات النضالية لهاته المناضلة و كذا ظروف نضالها ، و ذلك محاولة لاستخلاص بعض الدروس من التجربة الصينية ككل ، ومن تجربة النساء من داخلها بشكل خاص.
فانطلاقا من نشأتها في ظل الفقر و الاستعمار والإقطاع، إلى عملها بفرقة مسرحية ، ثم التحاقها بالحزب الشيوعي الصيني ، إلى زواجها من ماو ونضالها من أجل تغيير السياسة البرجوازية داخل قطاع الأدب و الفن ، و أيضا اهتمامها بالريف و بالإصلاح الزراعي، إلى خوضها صراعات ضارية من داخل الحزب مع القادة الآخرين وكذا صراعها مع التحريفيين ، فموت ماو تسي تونغ
واعتقالها ضمن العصابة الأربعة ، انتهاء بمحاكمتها و اغتيالها.
كان ماو
يفضح العلاقات الإقطاعية التي تضطهد النساء في الصين منذ بدايات تشكل الحركة
الثورية مما دفع بالعديد من النساء إلى الانضمام لهاته الحركة ، على اعتبار أنهن
أكثر عرضة للاضطهاد والاستغلال ، فكما قال عنهن : ” يحملن على أكتافهن عبء اضطهاد
أكثر من الرجال ، إذ بينما يواجه هؤلاء ثلاثة جبال من الاستغلال ، تواجه النساء
أربعة لأن الرجال يستغلونهن أيضا “. كما اعتبر أن المرأة عموما تتمتع بطاقة ثورية
هائلة . وبالتالي على الثورة أن تهتم بهن و تحررهن .
تشانغ
تشنغ كانت إحدى هؤلاء النساء المضطهدات التي التحقت بالحركة الثورية
الصينية .
ولدت
تشانغ تشنغ أيام الفقر المدقع في الصين التي نهشها القمع الإقطاعي و قطعتها القوى
الإمبريالية ، ف “لي تشين “كما كانت تسمى ولدت في مقاطعة شانتونغ التي كانت تسيطر
عليها ألمانيا .
ولدت عام
1914 ضمن عائلة حرفي فقير ، والدها كان صانع عجلات ، وكان كغيره من رجال عصره ،
يصب جام غضبه من البؤس و الفقر على زوجته و أبنائه، مما اضطر الزوجة
إلى هجرته و الهروب للعمل كخادمة لدى إقطاعي . و اعتبرت تشانغ تشنغ
دائما أنها أفضل حظا من غيرها ، باعتبار أنها تمكنت من الالتحاق بمدرسة
الفن التجريبي التي تسيرها الحكومة . و قد تم قبولها فقط لأن عدد الفتيات المسجلات
لم يكن كافيا ، لكن جيش الإقطاعيين الموجود في مدينة تسينان أغلق المدرسة ، فذهبت
هي و بعض الأساتذة و التلامذة إلى بكين كعضو في فرقة مسرحية متجولة
.
و في ظل
الأحداث التي كانت تعرفها الصين ، التحقت برابطة الجناح اليساري للممثلين ( الذي
كان تحت قيادة الحزب الشيوعي ) في تسينغتا و عملت ككاتبة في مكتبة الجامعة
و بدأت تقرأ للينين
.
ارتباطها
و تعلقها بالمسرح جعلها تؤسس فرقة المسرح الساحلي مع أصدقاء لها ، توجهت بعدها إلى
الريف لتعرض مسرحيات معادية للاحتلال الياباني للصين ، و لتقدم عروضا لجماهير
المناطق ” السوفياتية ” التي ركزها الجيش الأحمر الصيني.
خلال
جولاتها المسرحية في الريف ، اكتشفت الفقر المدقع الذي يعيشه الريفيون و المتفاوت
عن المدن ، و بدأت تستوعب الفرق الكبير بين أهداف الكيومنتانغ و حلفائه و بين
أهداف الشيوعيين. فدافعت تشانغ تشنغ عن خط ” المقاومة الشاملة ” ضد الاحتلال
الياباني و بدأت تشكل ” مصدر إزعاج ” في أوساط الجامعة التي كانت
تعمل بها .
لم تتلق
تشانغ تشنغ إلا ثمان سنوات من التعليم الرسمي ( خمس سنوات في المدرسة الابتدائية )
مع حضورها لدروس في الجامعة .
لكنها
تعلمت أكثر من التربية الاجتماعية ، من مدرسة التجربة و التي بالنسبة لها ابتدأت
عام 1933، لما قبلت كعضوة في الحزب الشيوعي الصيني السري آنذاك
.
كانت
المهمة الأولى لتشانغ تشنغ في شنغاي مع فرقة العمل و الدراسة بنفس المدينة
.
صارت
ممثلة مسرحية تقوم بأدوار عديدة في المسرحيات التقدمية التي كانت تدعو لمقاومة
اليابان ، مهمتها التالية كانت العمل كأستاذة ليلية . خلال هذه الفترة زارت العديد
من المصانع و لاحظت عن قرب الشروط المزرية لعقود العمل بالمصانع ، خاصة في معامل
النسيج الكبرى و التي كانت في ملكية اليابان ، وفي مصانع التبغ في ملكية
بريطانيا.
ستتعرض
تشانغ تشنغ للاعتقال في تلك الفترة من قبل الكيومنتانغ، بعد وشاية صديق
لها ارتد عن الحزب الشيوعي الصيني و التحق بالمخابرات السرية ، قضت خلالها ثمانية
أشهر على الأقل في
السجن.
أن تكون
المرأة ممثلة في ظل الصين الإقطاعية ، يعني أن تكون منبوذة اجتماعيا ، فقد كان
التمثيل محتقرا ، كانت الممثلات عرضة للتنكيل الشخصي و دفعهن للانتحار أمر دائما
ما يحدث بشكل
كبير.
الكاتب
الشهير لو هسين ، الذي كان له تأثير كبير في تلك الفترة و الذي كان متعاطفا مع
الشيوعيين ، كان أحد المعلمين المتميزين لتشانغ تشنغ ، و قد تطرق
في مقالات عدة لهذا المشكل ، كما تطرق أيضا إلى قضية تحرير النساء
عموما ، و في مقال له بعنوان ” الأب شيء مرعب ” تحدث فيه عن المعاملة الغير عادلة
للمرأة في الفن و عن الهجمات الصحفية المعادية للنساء .
في أواسط
الثلاثينات امتهنت تشانغ تشنغ تمثيل الأفلام للحصول على لقمة العيش ، فوجدت أن
المجال تهيمن عليه كليا هوليود.
في جريدة
بشانغاي نددت بالإعلان الخاطئ في الصحف عن اختطافها ( إحدى الوسائل المستعملة
للدفع بالنساء للانتحار ) ، و اعتبرته تهديدا شخصيا ، اختارت للمقال عنوان ”
رسالتي المفتوحة“.
كما كانت
لها بعض المقالات في الجريدة اليسارية ” التنوير “.
°
سنة 1937
،و قبيل إطلاق اليابان للقنابل على شانغاي ، ذهبت تشانغ تشنغ إلى الشمال، إلى جانب
قيادات جيش المشاة الثامن التابع للحزب الشيوعي الصيني في سيان ، حيث طلبت هي و
العديد من الشباب الراديكاليين الآخرين للالتحاق بقاعدة الجيش الأحمر في يانآن على
بعد 300 كلم من الطريق الجبلي.
بالرغم من
التحاقها بالحزب لسنوات ،إلا أنها في الفترة التي قضتها بيانآن تمكنت من تطوير
معرفتها السياسية و الايديولوجية وشكلت قفزة
لها.
فقد
استطاعت حضور محاضرات ألقاها ماو و من تم التحقت بمدرسة الحزب ، بينما
كانت تعمل و تقدم دروسا في أكاديمية لو هسيو للأدب و الفن.
و بما
أنها وصلت خلال هدوء مؤقت للحرب ، فقد تمرنت عسكريا طوال ستة أشهر و شرعت بجدية في
دراسة الماركسية اللينينية.
كان ماو
يهتم بشكل كبير بحقل الثقافة ، حيث اعتبره أحد المداخل المهمة لنشر الفكر الثوري
في صفوف كل فئات الجماهير الشعبية ، ما جعله ينظم نقاشات
أدبية و سياسية مع الملتحقين الجدد ،و كانت تشانغ تشنغ من بين طلاب ماو المتحمسين
للعمل الأدبي و
الفني.
ففي سنة
1942 ألقى ماو سلسلة أحاديث حول الروابط بين الفن والثورة ، حيث كان يسعى إلى
تشجيع الممثلين و الكتاب و المثقفين على إنجاز أعمال كفيلة بخدمة الشعب. كان يقول
أن على الممثلين أن يعرفوا و يفهموا حياة الشعب ، إذا كانوا يرغبون في إنتاج فن
ثوري
حقيقي.
في أبريل
1939 ، تزوجت تشانغ تشنغ بماو، و أنجبا بنتا سمياها لي نا.
قيل أن
بعض قادة الحزب تدخلوا في زواج ماو بتشانغ تشنغ ، و سمحوا به بشرط ألا تقوم بأي
دور سياسي علني ، و هي وضعية قيدت مبادرتها لعدة مرات خلال السنوات التالية.
بعد ذلك
ستلتحق بمجموعة قامت بستة أشهر من العمل اليدوي في جبال نانيوان كجزء
من مشروع المطالبة بالأرض و المجموعات المكتفية ذاتيا التي شرع ماو في بعثها سنة
1939 لتشجيع الإنتاج في المنطقة. و عملت كذلك كسكرتيرة خاصة لدى ماو لمدة من الزمن
و شاركت في ندوة يانآن الشهيرة حول الأدب و الفن على أساس تلك المهمة.
في مارس
1947 ، سيقوم تشانكاي تشاك بالهجوم على يانآن بالقنابل مما اضطر قيادة
الحزب للخروج منها ، فأخذت تشانغ تشنغ تعمل كمرشدة سياسية
للفيلق الثالث في مسرح الشمال الغربي ، حيث قالت إنه تم خوض أصعب سنوات حرب
التحرير من مارس 1947 إلى يونيو 1949 . و تلك الفترة هي التي ألهمت أعمالها
الجديدة الشهيرة التي تطورت خلال الثورة الثقافية ،لحن بيانو النهر الأصفر ،
و اثنتان من الأوبيرا الثورية : المصباح الأحمر و شاتشيانغ .
من بين
المهام التي قامت بها تشانغ تشنغ ، تنظيم حملة لإعادة التذكير بعذابات الماضي ضمن
الفيالق ، و تطبيق الثلاث مراجعات مما يعني مراقبة تطبيق قواعد نظام تصرف الجيش
الأحمر كما تركزت في قواعد الانضباط الثلاث و نقاط الانتباه الثمانية
.و بعد ذلك ، مع انتشار مقال ماو ” الديمقراطية الجديدة ” عبر الصين انطلقت حملة
أشمل لتعزيز الجيش جزئيا كإعداد للإصلاح الزراعي و اتخاذ التدابير اللازمة من أجل
مصادرة أراضي الملاكين و توزيعها على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا أو يملكون
قطعا صغيرة ، ويتم ذلك بتطبيق شعار صون يات صين القائل ” أن الأرض لمن يفلحها “، و
تلغى بالتالي العلاقات الإقطاعية في المناطق الريفية ، و تحال ملكية الأرض إلى
الفلاحين . و قادت كذلك فرقة نقاش كجزء من عمل وحدة دعاية متحركة ، ثم في بداية
بناء دولة الديمقراطية الجديدة في بكين أوائل 1949 التحقت بسكرتارية الحزب
.
من خلال
اكتسابها قدرة و معرفة في مجال الأدب و الفن الثوريين ، استطاعت تشانغ
تشنغ ،الدفاع عن الخط البروليتاري في الفن ، كما طورت أسلوبها كناقدة
ثورية ، الشيء الذي مكنها من النضال بشراسة ضد القوى التي أرادت جعلها غير فاعلة
في الصراع ككل.
بالإضافة
إلى انكبابها على دراسة المسائل السياسية و الإيديولوجية ، لتطوير
معرفتها ، فإنها وازت ذلك بنزولها للعمل ضمن الجماهير ، للوقوف بشكل مباشر و عملي
على الظروف و المشاكل التي يعيشها الفلاحون و العمال الطامحين للتغيير و الثورة .
هاته التجربة كانت مهمة جدا لها خلال صراعها مع الفنانين . بعد سنوات من ذلك ،
خاصة حول كيفية تحديد المميزات الثورية للأبطال الجدد عوض الإقطاعيين ، و للتعبير
أيضا عن الصين الجديدة.
انتقلت
تشانغ تشنغ إلى موسكو أكثر من مرة و لفترات طويلة بعدما أرهقتها الحرب و المشاكل
الصحية العديدة ، للعلاج هناك ، حيث كانت أغلبية المستشفيات الصينية قد دمرتها
الحرب.
مباشرة
بعد تأسيس الجمهورية الشعبية في خريف 1949 رجعت إلى بكين وباعتبار اهتمامها بالريف
و بالإصلاح الزراعي ، قامت بمخططات للبحث في بعض المناطق الريفية قرب شانغاي حيث
كان الإصلاح الزراعي قيد التطبيق . و من خلال ما حصلت عليه من تجربة ، أخذت في
تطبيق سياسة ماو الفلاحية الثورية ، قائدة الفلاحين للإطاحة
بالإقطاعيين و إعادة تقسيم الأرض خاصة بعد ما خلفه الاستعمار من بؤس في المنطقة.
و بعد بضعة سنوات زارت ما كان يسمى ” الإقليم المثالي” للكيومنتانغ ،
حيث رغم أن النساء تقمن بغالبية العمل ، بينما كان الرجال يقامرون و يشربون الشاي
، فإنه لم يكن مسموح لهن بالحراثة . لذلك ذهبت و حرثت بنفسها . اللامساواة بين
الرجال و النساء كانت أيضا أكثر بروزا في الريف مقارنة بالمدن. و لو أن الإصلاح
الزراعي وزع الأرض على الجنسين على أساس المساواة ، فإن مثل هذه القوانين نفذت
بتفاوت . كانت النساء تحصلن عادة على قطع أصغر أو أرض أسوء و بسبب ثقل
اضطهادهن لم تناضلن ضد ذلك . عادة ما كان الرجال يستفيدون من ذلك لرفض اقتسام
وسائل الزراعة و للإبقاء على أسوأ الأعمال مقابل أبخس الأجور ، رغم سياسة الحكومة
الجديدة في الأجر المتساوي لعمل متساوي ، التي ركزها الحزب الشيوعي
.
في سنة
1950 تم إصلاح الزواج ، بالأساس لحماية المرأة و إعطائها حرية الاختيار و حق
الطلاق ، و قصدت تشانغ تشنغ بعض القرى في هذه الفترة للمساعدة على تسوية خصومات
الطلاق و إعطاء توجيهات للجان الحزب المحلية لحل مثل هاته المسائل
.
أبدت
تشانغ تشنغ دائما استعدادها للمساهمة في الصراع الطبقي لأجل تحويل الريف الصيني ،
و في خريف 1951 اشتغلت مع مجموعة عمل لمتابعة تطورات الإصلاح الزراعي في منطقة
يوهان على نهر اليانغسي. و بينما كان ماو يساندها كان آخرون( خاصة تشويانغ من
وزارة الثقافة ) ، من أعلى أجهزة الحزب يعارضون هذا الالتحام بالجماهير و أنزلوها
هي و حراسها من القطار قبل أن تصل إلى الريف.رافضة الاستسلام أخذت تشانغ تشنغ
حراسها و نظمت معهم بحثا على حسابها في منطقة كانت من قبل مدافعة شديدة
على الكيومنتانغ خلال السنوات الطوال لحرب الشعب ، وكانت بصفة استثنائية معارضة
للإصلاح الزراعي . فقد كان الحزب يقود الإصلاح الزراعي لكنه كان يعول على الجماهير
لتطبيق مصادرة الأرض و إعادة توزيعها .و كان يرسل مجموعات إلى شتى مناطق البلاد
لتحسيس الفلاحين بهذا الهدف . هذه المهمة كانت تنجز في المناطق التي عبرها جيش
التحرير قبل 1949 ، أما المناطق التي ظلت تحت حكم الكيومنتانغ فقد ظلت
متخلفة.
انكبت
مجموعة تشانغ تشنغ على دراسة الماركسية اللينينية محاولة إتباع تأكيد ماو على
ضرورة ” التنظم ” إثر توزيع الأرض و ذلك من أجل تطبيق سليم لعمل الإصلاح الزراعي
،و قد كرسوا أنفسهم لهذه المهمة مركزين حكومة محلية جديدة وديمقراطية و
منظمين انتخابات لجمعيات الفلاحين .عندما جمع ماو جملة من المقالات في ” النهوض
الاشتراكي للريف الصيني “من أجل خلق رأي عام في صالح التعاونيات في
1955 ، كتبت تشانغ تشنغ كذلك مقالا سمته ” هل يحصل الشعب على ما يكفي من الأكل و
مؤن الحبوب ؟ ” و شرحت جزئيات الحاجيات الفردية
.
استغلت تشانغ
تشنغ الفترات الطويلة التي ذهبت فيها للعلاج لتوسيع و تطوير معرفتها الفكرية حول
مواضيع عريضة المجالات مركزة على الصراع السياسي بين العدو الطبقي و بين الجماهير
الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي. و قد ركزت على كتب و مقالات جديدة و
مختارة ضمن أهم المواد التي أعدت ليقرأها ماو. و اهتمت خصوصا بالبحث في المسائل
العالمية بالخصوص . و في 1954 ، عثرت على مقال كتبه طالبين
ناقدين الرؤى البرجوازية لأستاذ معروف على انه مختص في تاريخ القصة
في ق 18 ، حلم القاعدة الحمراء .و جعلت ماو يطلع عليه
فأوصاها بأن يعاد طبعه في ” دورية الشعب ” .لكن هاته الأخيرة و جميع الجرائد
الأدبية اليومية رفضت نشره لأنه كان مكتوبا من طرف ” أشخاص نكرة ” أي غير معروفين
و ليسوا مؤهلين للخوض في الأدب . و لقيت تشانغ تشنغ نفس ردة الفعل من قسم دعاية
اللجنة المركزية ، فأصدر ماو توجيها ناعتا المقال ب ” الهجوم الجدي الأول في
الثلاثين سنة ” ضد ما يسمى بخبراء القصة .
كانت
تشانغ تشنغ حاضرة دائما في الاجتماعات و الصراعات داخل اللجنة المركزية رغم ضعف
صحتها ، خصوصا في صراع الحزب ضد تحريفية ليوتشاوتشي ، كان التحريفيون يمسكون بقوة
بنظام التعليم و الفنون و هي مجالات مفاتيح لنشر إيديولوجيتهم و التأثير على
الجماهير.
أخذ
اليسار في خلق رأي عام موال له ليوجه هجوما كبيرا ضد
البرجوازية من داخل الحزب ، و شاركت تشانغ تشنغ في معارك سياسية إلى جانب ماو ، و
بدأت بنشر مقالات باسمها الخاص في بعض جرائد النساء
والشباب.
قامت
تشانغ تشنغ ببحث كبير من خلال زيارتها لمجموعة من الفرق المسرحية و تحدثت مع الممثلين
و شاهدت أشرطة كما حضرت عروضا مسرحية و أوبرات عبر البلاد كلها. لكن ما وجدته لم
يكن تجديدا اشتراكيا يسلط الضوء على أعمال و بطولات الجماهير، بل هو خيط من
التحريفية الجديدة و مملا و أعمالا اضطهادية قديمة دافعت عن الامتيازات و
الاختلافات الطبقية ، كما أنها اعتبرتها تقليدا لشخصيات خرافية أو تقليد تام
للمسرحيات الأجنبية المكتوبة من قبل مؤلفين برجوازيين
.
لقد حثت
اكتشافات تشانغ تشنغ ، ماو تسي تونغ على التنديد بوزارة الثقافة : ” إذا لم تتغير
، فيجب أن تسمى وزارة الأباطرة و أصحاب المقامات العليا ، و وزارة الفتيان وأيضا
وزارة الشخصيات الغريبة في الزمن الغابر…..إذا لم يتغيروا سنعيد تسميتهم “. °°
كان رئيس
بلدية شنغاي كوتشنغ – شه أحد القلائل الذين ساندوا تشانغ تشنغ في القيام بتعويض
الشياطين و الوحوش الإقطاعيين على المسرح بمسرحيات ثورية تجسد جماهير الفلاحين و
العمال و الجنود . نودي الفنانون لخوض الصراع الطبقي في هذه المجالات و لتطوير
خزينة المسرحيات الجديدة الاشتراكية .
و من خلال
دراستهم لأحاديث ماو في ندوة الأدب و الفن ، شرع عد قليل من الرواد بقيادة تشانغ
تشنغ ، في تطوير أساليب نقدهم ، لفضح الأعمال القديمة و الصراع بحيوية مع الفنانين
و الكتاب لإعادة النظر في المخطوطات و لكتابة مخطوطات جديدة ، و في ظرف بضعة سنوات
جرى تطوير 37 أوبيرا مراجعة و مسرحية بما في ذلك الأعمال النموذجية
الأولى .
في سنة
1963 ، شاهدت تشانغ تشنغ تمثيل أوبيرا ل هواي شو ( فلكلور) و اقترحت تكييفها
لأوبيرا بكين لتصير ” على الأرصفة ” التي أصبحت إحدى أوائل المسرحيات المنتجة في
الفترة الاشتراكية . في الأصل مثلت بمساعدة من عمال أرصفة شانغاي الذين كانوا جد
متحمسين : ” في ماضي الأيام كنا فحسب حمالين و لم يكن لدينا حق المشاهدة ضمن
المشاهدين فما بالك بالصعود على المسرح ” . لكن مسرح و أوبيرا بكين وقعا بين يدي
الخط التحريفي في الفن و بدأ كتابه في الحال بتحريف المخطوطات محاولين أن يخففوا
من طابعها الأممي و لإبراز ” شخصيات وسطية ” في الأدوار الأساسية ، مما أغضب كثيرا
عمال الأرصفة “لكل عضو من أسرنا قصة معاناة مريرة ، حين يتعلق الأمر بالقضية
الثورية للحزب نكون نحن العمال القدماء حيويين ، مستعدين ، أوبيراكم تجعلنا أغبياء
و كسالى ……. لن تعجبنا أبدا هذه الأوبيرا “.*
خاضت
تشانغ تشنغ صراعا ضاريا في مجال الفن ، لإدراكها بأنه أحد المداخل الأساسية لتوعية
الجماهير الشعبية ، و لنشر الفكر الثوري ، خاصة و أن التحريفية كانت مسيطرة على
هذا المجال .
في أحد
اجتماعات العاملين بالحقل الفني تساءلت تشانغ تشنغ : ” من علينا أن نخدم ؟ حفنة من
الأشخاص ( الملاكين العقاريين ، الفلاحين الأغنياء و المعادين للثورة و
العناصر السيئة و محرضي اليمين و أتباع البرجوازية ) أم الستمائة مليون من العمال
و الفلاحين و الجنود ؟ إن القمح الذي نأكله مصدره الفلاحين و الثياب و المساكن
مصدرها العمال و جيش التحرير الشعبي يضمن الدفاع عنا في المراكز الأمامية . و على
هذه المنابر لا نتحدث عنهم حتى.
هل يمكنني
أن أسألكم إلى جانب أية طبقة تقفون ؟ و أين هو ” وعي “الفنان الذي لم تكفوا عن
الحديث عنه؟ **
خلق
شخصيات أبطال ثوريين هذه هي المهمة التي يجب أن تحضى بالأولوية حسب تشانغ
تشنغ.
لم يكن
حقل الثقافة الذي كانت تمارس فيه تشانغ تشنغ قيادتها ، أقل من معركة حقيقية تعكس
مشكل الفهم البرجوازي للعالم ، فبالنسبة لها المهمة الأساسية للأدب و الفن
الاشتراكيين هي العمل على خلق أبطال من العمال و الفلاحين و الجنود ، و بعد اكتساب
تجارب ناجحة ف يذلك ، ستكون الحجج قوية للإقناع و ستكون لديهم القدرة على احتلال
موقعهم الحقيقي بصورة وطيدة ، وعلى خطف عصا الرجعيين من بين أيديهم.
و أثناء
ندوة في بكين حول الأدب و الفن في نونبر 1967 ، أشارت تشانغ تشنغ إلى أن
اللامساواة المتبقية في الثورة الثقافية البروليتاريا الكبرى صلب لجان
الدعاية و لجان الثقافة تعكس الصراع الطبقي.
و من بين
المهام التي تولتها تشانغ تشنغ أثناء الثورة الثقافية ، مهمة مستشارة ثقافية لجيش
التحرير الشعبي في فبراير 1966 ، و مستشارة مجموعة الثورة الثقافية التي ستنبعث في
صفوف الجيش بعد ذلك بسنة.
خاضت
تشانغ تشنغ صراعا شديدا ، في قضايا الخط الصحيح بخصوص الأعمال الثقافية
البروليتاريا ، و ذلك أثناء قيادتها في الجبهة الثقافية ، مما مكن من ظهور أعمال
جديدة ثورية. و عقدت ندوات عديدة حول الإبداع الأدبي ، مع الاهتمام بشكل خاص
بتكوين أكبر عدد من النقاد الأدبيين و الفنانين الثوريين.
رغم أنها
في ديسمبر 1964 ، شاركت في المؤتمر الوطني الشعبي ، باعتبارها ممثلة لمقاطعتها
الأصلية شنتونغ ، لم تفرض تشانغ تشنغ ذاتها حقا كقائدة إلا خلال الثورة الثقافية،
و لم يسند لها هذا الدور بشكل ” رسمي” إلا في المؤتمر التاسع للحزب سنة 1969،
حينما انتخبت عضوة في المكتب السياسي للجنة المركزية .
أخذت تشانغ
تشنغ تتصادم من جديد مع الخط التحريفي في الثقافة الذي أخذ في
تقليد النماذج الغربية باسم ”العصرنة” و حط من قيمة الفن البروليتاري
مثل الأوبيرا الثورية الجديدة و مكاسب أخرى للثورة الثقافية . و بما أنه كان
له نفوذ ، فقد بدأ في قلب خط تلك الأعمال أو في إنشاء أعمال
تحريفية جديدة . و في نفس الوقت أخذ شو يدفع نحو الانفتاح على الغرب ، و قد استدعى
أوركسترات غربية إلى الصين. و لم يكن هذا سوى جبهة من الجبهات التي كان فيها توتر
متصاعد بين الوزير الأول و تشانغ تشنغ ، و أيضا تزايد الهجوم من قبل اليمين على
الجبهة الثقافية ما بين 1973 و 1975 . و لم تكن المسألة أن اليسار كان يعارض زيارة
الأركسترات الغربية للصين ككل بل المسألة هي انه طالب بأن يكون توضيح الغرض
السياسي من استقبالها.
و شهدت
الذكرى العاشرة لتثوير أوبيرا بكين في 1974 تعليق مقالات و احتفالات تدافع عن
الثقافة الاشتراكية الجديدة و تجادل بوضوح ضد أولئك الذين يرون انه من ” غير
الملائم ” وضع العمال و .
الفلاحين
الأبطال على خشبة المسرح و الذين يطالبون عوضا عن ذلك بالرجوع إلى الأيام التي كان
فيها للأمراء و الأباطرة مكانتهم الخاصة هناك.
--------------------------------------------------
لنتجرأ على أن
نصبح مثل تشانغ تشنغ (الجزء الثاني)
بعد صدور
الجزء الأول من عرضنا هذا حول حياة المناضلة تشانغ تشنغ و ما قدمته إبان الثورة
الثقافية في الصين ، ننشر الجزء الثاني في هذا العدد الثاني من مجلتنا نصف السماء
،آملات ان يكون بداية للبحث في تجارب مناضلات تركن بصماتهن جلية في تاريخ الصراع
الطبقي عبر مر الشعوب و كذلك الاستفادة مما قدمنه للمضي قدما بنضالاتنا كنساء
ثوريات.
في 9
شتنبر 1976 توفي ماو تسي تونغ ، و كملايين الجماهير الشعبية في الصين و العالم ،
فجعت تشانغ تشنغ بذلك ، عكس التحريفيين الذين ابتهجوا و اعتبروها فرصة لإعادة
سيطرتهم .
هواو
كوفنغ ، و بالاعتماد على أجزاء من السلطة ، بما في ذلك القوى المسلحة ، تمكنوا من
القيام بانقلاب عسكري و اعتقلوا الأربعة و أقرب مسانديهم .
هذا
الانقلاب أعاد للأذهان التحذير الذي صاغه ماو تسي تونغ في 1966 ، في رسالته لتشانغ
تشنغ حول إمكانية استعمال اليمين لكلماته للقيام بانقلاب معاد للشيوعية في الصين
بعد وفاته .
لقد أعلنت
وسائل الإعلام أن الأربعة يمثلون ” اليمين التحريفي الفعلي ” و أنهم خاصة تشانغ
تشنغ كانوا مرتدين ، أتباع الكيومنتانغ ، و أن هؤلاء الأربعة : تشانغ تشنغ ، تشانغ
تشيونغ تشياو ، ياو وان – يوان ، وانغ هونغ – وان ، مع مجموعة كبيرة من رفاقهم
كانوا الأعداء الأصليين لماو تسي تونغ ، و لقد صوروا بشكل كبير أن ماو لو كان حيا
لساند هذه الإطاحة ب ” الثورة المضادة ” .
و بعد
علمهم باعتقال الأربعة ، وضع الثوريين مخططات دقيقة لإيقاف نشاط الموانئ و
المطارات و إغلاق الصحافة ، و الراديو و وقف العمل مع تحريك مظاهرات و تحريك رجال
و نساء المليشيا مع قيادة حامية شنغاي .
زهو وونغ
– جيا هو قائد شيوعي قديم و رفيق قريب من تشانغ تشن – شياو ، و رئيس مجموعة
الكتابة للجنة الحزب بشنغاي ، جمع الثوريين لتحضير التحرك مناشدا إياهم أن ”
يقيموا كمونة باريس ، إن لم نستطع الإبقاء على القتال لأسبوع ، فإن خمسة أيام أو
ثلاثة أيام ستكفي لتجعل العالم يعلم ما حصل …” .
بكلمات
أخرى ستكون هذه الانتفاضة بمثابة بيان أن إنقلابا تحريفيا وقع بالصين و تتم
مقاومته بنشاط من قبل الثوريين .
و قد تم إرجاء
الانتفاضة حين تمت دعوة القادة إلى بكين عن عمد ، و يبدو أن الثوريين فقدوا
المبادرة في تطبيق الانتفاضة التي خططوا لها .
و رغم ذلك
قيل أنه وجد قتال مسلح في بعض وحدات المليشيا في 13 أكتوبر و آلاف الناس
كانوا يتجمعون كل يوم في مراكز القيادة الحيوية لرؤية التحركات التي سيتخذها
القادة. أشار زهو بصفة صحيحة إلى الحاجة الماسة إلى ” تحريك سريع و حيوي
جالبا مساندة كبيرة ” ليس فحسب بشانغاي بل بالبلاد كلها .
قال ملاحظ
أجنبي في شانغاي خلال الانقلاب إن النقاشات و التحركات كانت مراقبة عن كثب و أن
التوتر كان على أشده في صفوف الشعب .
بعد إيقاف
القيادة الثورية ، قام النظام بموجات من حملات التطهير في الحزب ، و في 1977 بدأت
سلسلة الإعدامات . و بعد سنتين من الانقلاب جرى حل اللجان الثورية و صارت امتحانات
الدخول و الامتياز (لفائدة أولا أبناء موظفي الحزب ) مقياسا للحصول على تعليم
أعلى . و وقعت مراجعة الأفلام و الأعمال الأخرى المنتجة
في ظل قيادة تشانغ تشنغ أو دمرت تماما . و أعاد التحريفيون النسخة ما قبل الثورة
الثقافية من باليه ” الفتاة ذات الشعر الأبيض ” مثلا مبرزين الحب كمحور رئيسي ، في
الوقت الذي كانت فيه تشانغ تشنغ قد دعت إلى تبني أسلوب الإبداع ، أي الجمع بين
الواقعية الثورية والرومانسية الثورية ، و دحض الواقعية النقدية البرجوازية و
الرومانسية البرجوازية . و عادت عادة وأد البنات المولودات ، بما أن
الرأسمالية وضعت مكافأة على المواليد الذكور . و قد بدأ الإنتاج أيضا يتوجه إلى
حاجيات الإمبريالية و يرفع عبر العلاوات الفرق في الأجور بشكل كبير.
و باختصار
أعيد تركيز الرأسمالية بصفة ثأرية . و تم كل هذا في إطار قمع ثقيل
متبعين الخط الرسمي و إيقاف الصراع السياسي الذي قاد و شجع البناء الاشتراكي لأزيد
من عشرين سنة . ***
ظلت تشانغ
تشنغ ، و رفيقها تشانغ تشن – شياو دون تهم رسمية لأربع سنوات . و قد ذكرت
صحف في هونكونغ ، أن هواو حاول لمدة سنتين أن يجعلها تتراجع فكانت
دائما تسخر منه قائلة : ” أتحداك أن تطلق سراحي ” ، في 1978 دنك سياو بينغ سيقوم
بتعويض هواو .
و كانتقام
خاص وضع دنك ، التحريفي الكبير بنغ تشن ( من لجنة بلدية بكين القديمة التي وقع
الإطاحة به خلال الثورة الثقافية ) مسئولا عن استجوابها قبل محاكمة 1980 . وقد
دست التحريفية بعض الجنرالات العسكريين القدامى الذين تآمروا كجزء من اليمين
على ماو في بداية السبعينات ، في محاكمة تشانغ تشنغ و من معها ، و ذلك فقط من أجل
خلط الخطوط السياسية .
عندما
سئلت إن كانت تريد محاميا ، فضح جوابها بحدة المحكمة : فقط إذا اتخذ المؤتمرين 9 و
10 كأساس سياسي للدفاع عني . عند رفض الطلب ، أعلنت تشانغ تشنغ أنها ستدافع عن
نفسها بنفسها.
انتقدت
تهمهم بصفة لاذعة بقولها: إذا كان اليسار ” يكيد ” للقادة القدماء، ما الذي
تقومون به أنتم الآن ؟ ما الخاطئ في أن تطيح الثورة الثقافية بالقادة المتبعين
للطريق الرأسمالي لليوتشاوتشي و من معه و أن تعيد الطبيعة الحقيقية للحزب ؟
و انتقلت مباشرة إلى جوهر الموضوع : ” لن أعترف بأية جريمة ليس لأنني أريد
أن أنقطع عن الشعب ، بل لأنني بريئة . إن كان علي أن أعترف بشيء فيمكنني أن أقول
فقط أنني خسرت في هذا الصراع من أجل السلطة . بأيديكم الآن السلطة لذا بإمكانكم
اتهام الناس بالجرائم و اختراع دلائل غير صحيحة تسندون بها تهمكم . لكن تعتقدون
بأنه بمقدوركم مغالطة الشعب في الصين و في العالم . إنكم مخطئون تماما .لست من يقف
، بل عصابتكم الصغيرة ، التي تقف أمام محكمة التاريخ “.
هذا
بالضبط ما قالته إبان المحاكمة ذاتها التي انطلقت في 20 نونبر 1980 و
تواصلت إلى يناير 1981.
وانغ هونغ
– وان و ياو وان – يوان ، استسلما قبل المحاكمة معترفين بكل اتهام وجه لهما و ظنا
منهما أن ذلك سيساعد في تخفيف الحكم ، أما تشانغ تشن – تشياو فقد ظل
صامتا بتحدي ( باستثناء حين رفض التهم الموجهة له ) و قد رفض الاعتراف
بالمحكمة المكونة من 35 قاضيا و الذين اختيروا لحضور المحاكمة و النقل التلفزي .
أثناء
محاكمتها بينت بوضوح العلاقة بين نشاطاتها و خط ماو الثوري مما أسكت
قضاتها الذين لم يستطيعوا أن يثبتوا العكس و اضطروا إلى أن
يسكتوها كل مرة .
و كانت
تشانغ تشنغ ترد : ” بما أنكم لن تدعوني أتكلم ، لماذا لا تصنعون صنم بوذا في مقعدي
و تحاكمونه عوضا عني . لقد اتبعت خط ماو و خط الحزب.
و بينما
كانت تسحب خارج القاعة ، صاحت ” من حقنا القيام بالثورة ، ليسقط التحريفيون بقيادة
دنك سياو بينغ ، أنا مستعدة للموت ” .
لقد ألهم
صمود تشانغ تشنغ أناسا عبر الصين و في كافة أنحاء العالم و اعترف بذلك حتى
الرجعيين هناك ، و عبر العالم نظمت مظاهرات و تجمعات مساندة لتشانغ تشنغ و رفاقها
. من سيريلانكا حيث هوجمت سفارة الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى باريس
و لندن ، و أمضيت عريضة من قبل ألفا شخص ل ” إنقاذ حياة تشانغ تشنغ ” نشرت في
اليومية الفرنسية ” لوموند ” .
وضعت
تشانغ تشنغ في سجن كونغ تشنغ القديم لمئات السنوات و أمضت العديد من سنواتها
الخمسة عشرة هناك في عزلة . و عندما كانت ترفض التعاون مع السلطة تحرم من الغذاء و
من ممارسة الرياضة أو كانت تتعرض للضرب على أيدي سجانيها. غالبية الوقت لم يكن لها
حق الكلام إلا خلال استنطاق . و الشخص الوحيد المسموح له بزيارتها
كانت ابنتها لي نا .
في سنة
1983 ، تغير حكم تشانغ تشنغ إلى السجن مدى
الحياة .
بعد 15
سنة داخل الزنازين ، فارقت تشانغ تشنغ الحياة في 14 ماي 1991 ، لكن الإعلان عن
وفاتها لم يتم إلا 3 أسابيع بعد ذلك ، الشيء الذي يرجح فرضية اغتيالها و محاولة
إظهارها على أنها انتحرت.
فتاريخ
تشانغ تشنغ النضالي أثبت أنها لم تتراجع قط أمام الظروف الصعبة أو الهجمات الشخصية
، و كذلك كانت من داخل السجن . تقارير عديدة من داخل السجن عن وصايا تشانغ تشنغ
التي تفضح فيها التحريفيين و المجازر التي ارتكبوها خاصة بتيان آن من ، تنفي أنها
كانت تفكر في الانتحار .نفس الشيء أكده طلبة و متابعون لأوضاع الصين حسب تقارير
نشرت في صحف عدة بهونكونغ.
ابنتها لي
نا ، زارتها أسبوعا قبل موتها و قالت إنها في صحة جيدة و حالة نفسية أفضل من ذي
قبل ، لأنه تم تحويلها إلى زنزانة أوسع داخل السجن و قد أعلنت أيضا أنها ستكتب سيرتها
الذاتية و تجربتها النضالية.
لقد كرست
تشانغ تشنغ حياتها للثورة الثقافية في الصين ، و في أحلك أيام اعتقالها لم تتراجع
عن خط الجماهير و عن إيمانها بانتصار الديمقراطية الجديدة.
سخرت من
سجانيها و من قضاتها و المعادين للثورة.
بثقة
عالية أثناء محاكمتها كانت تردد “ لقد قمت بما وددت القيام به “.
هذه
باختصار هي تشانغ تشنغ ، أو على الأقل ما استطعنا الإلمام به عن
حياتها و نضالها. فلإشارة واجهنا صعوبات في العثور على مقالات تؤرخ لحياة هاته
المناضلة ، اللهم بعض المواقع الإلكترونية ، التي كانت إلى حد ما متباينة ،
أو بعض الإشارات في بعض الكتب هنا و هناك.
فلتكن إذن
هذه بداية لنفض الغبار عن تاريخ مناضلات بصمن في التجارب الثورية العالمية ، و
إتماما لما بدأنه.
———————————————————————–
المراجع:
° = شادي الشماوي : تشانغ تشنغ الطموحات الثورية لقائدة
شيوعية.
°° = وثائق المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني .
* = حول ثورة أوبيرا بكين : تشانغ تشنغ منشورة ب contre
informations.
** = نفس المصدر السابق .
*** = شادي الشماوي : تشانغ تشنغ الطموحات الثورية لقائدة شيوعية.
المراجع :
- حياة ماوتسي تونغ : مركز دراسات و أبحاث الماركسية و اليسار
.الحوار المتمدن .
- المتحف العالمي للنساء : السيدة ماو
- موجز لندوة
الأدب والفن في القوات المسلحة ، التي عقدتهاالرفيقة تشانغ تشنغ بتخويل من الرفيق
لين بياو
- شادي الشماوي : تشانغ تشنغ الطموحات الثورية لقائدة شيوعية
. الحوار المتمدن عدد 3298 07/03/2011.
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني .
- حول الديمقراطية الجديدة .
- --------------------
من إعداد الرفيقة توناروز
عن موقع نصف السمــاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق