بيان الرفيق
ماو تسي تونغ
رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
لدعم كفاح الأفارقة
الأمريكيين ضد القمع بالعنف*
16 أفريل 1968
قبل أيام قليلة قُتل القسّ الأفريقي الأمريكي مارتن لوثر كينغ فجأة على يد الإمبرياليين الأمريكيين، الذي كان يناضل من أجل اللاّعنف. لكن الإمبرياليين الأمريكيين لم يجعلوه ينجو من العنف، بل على العكس، استخدموا العنف المعادي للثورة وجعلوه يموت تحت ضربات قمعهم الدمويّة.
كان هذا الحدث درسًا عميقًا لجماهير الأفارقة الأمريكيين. فقد أطلق في معركتهم ضد العنف القمعي عاصفة جديدة تجتاح أكثر من مائة مدينة أمريكية. وهذا هو أمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة. إنّه دليل واضح على القوة الثورية الهائلة لأكثر من 20 مليون أميركي أفريقي.
إنّ احتدام هذا الصّراع
في الولايات المتحدة هو تعبير حيّ عن الأزمة السياسية والاقتصادية برمتها التي
تعرفها الإمبريالية الأمريكية اليوم. إنّها ضربة قاسية لهذه الأخير، التي تعاني من
صعوبات داخلية وخارجية متعددة.
هذا النضال ليس صراعا فقط
من أجل الحرية والتحرر يخوضه الأفارقة الأمريكيّون المستغَلّون والمضطهَدون، بل
إنّه نداء بوق جديد في نضال جميع الأمريكيين
المستغلَّين والمضطهَدين ضد الهيمنة الشرسة للبرجوازية الاحتكارية. إنه يشكل لجميع
شعوب العالم كما للشعب الفيتنامي دعما قويا وتشجيعا هائلا في كفاحها ضد
الإمبريالية الأمريكية. بالنيابة عن الشعب الصيني، أعرب عن دعمي القوي للنضال
العادل للأفارقة الامريكيّين.
إنّ التمييز العنصري في
الولايات المتحدة هو نتاج النظام الاستعماري والإمبريالي، والتناقض بين الجماهير
الأفريقية الأمريكية والزّمرة المهيمنة في هذا البلد هو تناقض طبقي. ومن خلال
الإطاحة بالهيمنة الرجعية للبرجوازية الاحتكارية الأمريكية وتدمير النظام
الاستعماري والإمبريالي، فقط، سيحقّق الأفارقة الأمريكيون التحرّر الكامل.
إنّ للجماهير الأفريقية
الأمريكية وعمّال الولايات المتحدة البيض مصالح وأهداف مشتركة في النضال. ويستفيد
كفاح الأفارقة الأمريكيين، أيضا، بتعاطف ودعم عدد متزايد باستمرار من العمّال
والتقدميين البيض في البلاد. سوف يتحد هذا النضال بالضرورة مع الحركة العمالية
الأمريكية: وهذا سيضع حداً نهائياً وبلا رجعة للهيمنة الإجرامية للبرجوازية الاحتكارية
للولايات المتحدة.
لقد أشرت، في
عام 1963، في "إعلاني لدعم الأفارقة الأمريكيين في نضالهم العادل ضد التمييز
العنصري الذي تمارسه الإمبريالية الأمريكية"، إلى أنّ "النظام
الاستعماري والإمبريالي الضّار، والذي بدأ ازدهاره مع الاستعباد وتجارة الرقيق،
سيختفي مع التحرر الكامل للسود ". وما زلت أحافظ دوما على هذا الرأي.
في الوقت الحاضر، دخلت
الثورة العالمية حقبة جديدة وعظيمة. إن نضال الأفارقة الأمريكيين من أجل التحرّر
هو أحد مكوّنات النضال العام لشعوب العالم ضد الإمبريالية الأمريكية، وهو أحد مكوّنات
الثورة العالمية في عصرنا. إنني أدعو العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين في جميع
البلدان، وكذلك جميع أولئك الذين يرغبون في محاربة الإمبريالية الأمريكية إلى
المرور إلى العمل وإلى إظهار التضامن القوي مع كفاح الأفارقة الأمريكيّين.
يا شعوب العالم اِتّحدي
بقوّة أكبر، وشنّي هجمات عنيفة ومستمرّة ضد عدوّنا المشترك، الإمبريالية
الأمريكية، وضدّ المتواطئين معها ! يمكننا التّأكيد أن اليوم
الذي سيشهد الانهيار التام للاستعمار والإمبريالية وجميع أنظمة الاستغلال لم يعد
بعيدًا، فضلاً عن التحرّر الكــامل لشعوب وأمم العالم المضطهَدة.
__________
*هذا البيان ماخوذ من "مجلة بيكين" (Peking Review)، العدد 16، الصّادرة في 19 أفريل 1968، ص.ص. 5-6. وقد قامت "طريق الثّورة" بترجمته إلى اللّغة العربيّة، جوان 2020.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق