
ماو تسي تونغ، حول الديمقراطية الجديدة. (الجزء الثاني)
5- سياسة الدّيمقراطيّة الجديدة
إن الخاصية التاريخية الجديدة للثورة الصينية هي انقسامها إلى مرحليتين تاريخيتين، أولاهما ثورة الديمقراطية الجديدة . فكيف تنعكس هده الخاصية الجديدة بصورة ملموسة في العلاقات السياسية والاقتصادية الداخلية في الصين؟
هذا ما سوف نفسره في ما يلي .
قبل حركة 4 مايو (أيار) 1919 ( التي حدثت بعد الحرب الامبريالة العالمية الأولى عام 1914 وثورة أكتوبر الروسية عام 1917)، كانت البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الصينية ( بواسطة مثقفيها ) هما المرشدان السياسيان للثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية . إذ أن البروليتاريا الصينية في ذلك الوقت لم تكن قد ظهرت على المسرح السياسي كقوة طبقية واعية ومستقلة، وإنّما ساهمت في الثورة كتابع للبرجوازية الصغيرة والبرجوازية . هكذا كانت حالة البروليتاريا في أيام ثورة 1911.
أمّا بعد حركة 4 مايو (أيار)، فالبرغم من أن البرجوازية الوطنية الصينية استمرت في الاشتراك في الثورة، إلا أن المرشد السياسي للثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية لم يعد البرجوازية الصينية وإنما هو البروليتاريا الصينية التي قد تحولت بسرعة في ذلك الوقت إلى قوة سياسية واعية ومستقلة بفضل نضوجها و تأثرها بالثورة الروسية. وكان الحزب الشيوعي الصيني هو الذي طرح الشعار المنادي بإسقاط الإمبريالية وقدم البرنامج الكامل للثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية بأكملها، كما كان الحزب الشيوعي الصيني هو الذي أجرى وحده الثورة الزراعية.
ولمّا كانت البرجوازية الوطنية الصينية برجوازية في بلد مستعمر وشبه مستعمر تعاني من اضطهاد الامبريالية، فإنّها وإن عاشت في عصر الإمبريالية تحتفظ خلال فترات معينة وإلى حدود معينة ببعض الصفات الثوريّة التي تتجسد في مناهضتها للامبرياليين الأجانب وحكومات البيروقراطيين وأمراء الحرب في داخل البلاد (ويمكننا أن نجد لمناهضة ذلك النوع من الحكومات أمثلة في فترتي ثورة 1911 والحملة الشمالية)، ويمكنها أن تتحد مع البروليتاريا والبرجوازية الصغيرة ضد الأعداء الذين تريد هي محاربتهم. وذلك هو الفرق بين البرجوازية الصينية وبرجوازية الإمبراطورية الروسية القديمة. فلما كانت الإمبراطورية الروسية القديمة امبريالية عسكرية إقطاعية تقوم بالعدوان على البلدان الأخرى، فقد كانت البرجوازية الروسية مجردة من كل صفة ثورية. وكان واجب البروليتاريا هناك هو معارضة البرجوازية لا الإتحاد معها. بيد أن البرجوازية الوطنية الصينية تتحلى بصفة ثورية خلال فترات معينة والى حدود معينة، نظرا لأن الصين بلد مستعمر وشبه مستعمر معرض للعدوان. وواجب البروليتاريا هنا هو ألا تهمل هذه الصفة الثورية للبرجوازية الوطنية وأن تقيم معها جبهة متحدة ضد الإمبريالية وحكومات البيروقراطيين وأمراء الحرب.
ولكن بما أنّ البرجوازية الوطنية الصينية برجوازية في بلد مستعمر وشبه مستعمر وهي في غاية الضعف اقتصاديا و سياسيا، فإنها تتحلى في نفس الوقت بصفة أخرى، ألا وهي المساومة مع أعداء الثورة. وهي لا ترغب، حتى عندما تشترك في الثورة، في الانفصال تماما عن الإمبريالية، وفوق ذلك فإنّها مرتبطة بصورة وثيقة بالاستغلال الذي يمارس عن طريق إيجارات الأراضي في مناطق الريفية. وهكذا فهي لا تريد ولا تستطيع الإطاحة بالإمبريالية بصورة كاملة، ناهيك عن القوى الإقطاعية. لذلك فإن البرجوازية الوطنية الصينية لا تستطيع أن تحل أو تنجز أيا من هاتين القضيتين الأساسيتين أو المهمتين الأساسيتين للثورة الديمقراطية البرجوازية في الصين. أمّا البرجوازية الكبرى الصينية التي يمثلها الكومينتانغ، فقد ظلت مرتمية، خلال فترة طويلة تمتد ما بين 1927 و1937 ، في أحضان الإمبريالية، ومتحالفة مع القوى الإقطاعية ضد الشعب الثوري. كما أن البرجوازية الوطنية الصينية سايرت أيضا أعداء الثورة في عام 1927 ولفترة محددة أعقبت ذلك. إنّ فئة من البرجوازية الكبرى يمثلها وانغ جينغ وى قد استسلمت للعدو خلال حرب المقاومة ضد اليابان، الأمر الذي يشكل خيانة جديدة من جانب البرجوازية الكبرى. وهذا فرق آخر بين البرجوازية في الصين وسابقاتها من البرجوازية في البلدان الأوربية والأمريكية وخاصة في فرنسا. فحين كانت البرجوازية لا تزال في عهدها الثوري في تلك البلدان وخاصة في فرنسا، كانت حازمة نسبيا في الثورة، لكن البرجوازية في الصين تفتقر حتى إلى هذه الدرجة من الحزم.
إمكانية الاشتراك في الثورة من جهة، والمساومة مع أعداء الثورة من جهة أخرى – تلك هي الصفة المزدوجة للبرجوازية الصينية – فهي "تتنازعها وظيفتان مختلفتان" كما يقال. وكذلك كانت البرجوازية في تاريخ أوربا و أمريكا. فحين كانت تواجه عدوا قويا كانت تتحالف مع العمال والفلاحين ضده؛ ولكن لمّا نهض العمال والفلاحون من رقدتهم انقلبت لتتحد مع العدو ضد العمّال والفلاّحين. وهذا قانون عام ينطبق على البرجوازية في جميع بلدان العالم، بيد أنّ هذه الخاصية تبدو أكثر وضوحا لدى البرجوازية الصينية.
ومن الجلي أنه من يستطع قيادة الشعب في الصين للإطاحة بالإمبريالية والقوى الإقطاعية يستطع كسب ثقة الشعب، ذلك لأن أعداء الشعب الألداء هم الإمبريالية والقوى الإقطاعية وخاصة الإمبريالية. فمن يستطع اليوم أن يقود الشعب لطرد الإمبريالية اليابانية ويطبق السياسة الديمقراطية فإنه منقذ الشعب. ولقد أثبت التاريخ أن البرجوازية الصينية لا تستطيع أن تتحمل هذه المسؤولية التي لا بد أن تقع على عاتق البروليتاريا.
لذلك فإنه من المؤكد أن البروليتاريا والفلاحين والمثقفين والفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة في الصين، هي القوى الأساسية التي تقرر مصير الصين. وهذه الطبقات قد استيقظ بعضها والبعض الآخر في طريق الاستيقاظ، ولا بد أن تصبح هي العناصر الأساسية لتركيب الدولة والسلطة السياسية في جمهورية الصين الديمقراطية، مع كون البروليتاريا قوة قائدة فيها. إنّ جمهورية الصين الديمقراطية التي نناضل حاليا لإنشائها يجب ألاّ تكون سوى جمهورية ديمقراطية خاضعة للديكتاتورية المشتركة لجميع المناهضين للامبريالية والإقطاعية بقيادة البروليتاريا، يعني جمهورية ديمقراطية جديدة، جمهورية قائمة على أساس مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة الثورية حقا التي تتضمن السياسات الكبرى الثلاث.
إنّ الجمهورية الديمقراطية الجديدة هذه تختلف من جهة عن الجمهورية الرأسمالية من النمط الأوربي الأمريكي القديم والخاضعة لديكتاتورية البرجوازية، إذ أنّ الأخيرة هي جمهورية الديمقراطية القديمة التي قد فات أوانها؛ و من جهة أخرى فأنها تختلف أيضا عن الجمهورية الاشتراكية من النمط السوفياتي والخاضعة لديكتاتورية البروليتاريا، فإن مثل هذه الجمهورية الاشتراكية تزدهر في أرض الاتحاد السوفياتي وسوف تعمم في جميع البلدان الرأسمالية، وأكيد أنها ستصبح الشكل السائد لتركيب الدولة والسلطة السياسية في جميع البلدان المتقدمة صناعيا؛ ولكن مثل هذه الجمهورية ، خلال فترة تاريخية معينة، لا تصلح للثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة، ولذا فلا بد أن يتبنى خلال تلك الفترة التاريخية المعينة شكل ثالث للدولة في ثورات جميع البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة، ألا وهو جمهورية الديمقراطية الجديدة. وبما أن هذا الشكل مناسب خلال الفترة التاريخية المعينة، فهو شكل انتقالي، ولكنه شكل ضروري لا بديل له .
وهكذا فإن الأشكال المتنوعة لنظام الدولة في العالم لا تخرج، من حيث الأساس، عن إطار ثلاثة أنواع وفقا للطابع الطبقي لسلطتها السياسية: أ- الجمهورية الخاضعة لدكتاتورية البرجوازية. ب- الجمهورية الخاضعة لديكتاتورية البروليتاريا. ج- الجمهورية الخاضعة للدكتاتورية المشتركة لعدة طبقات ثورية.
ويشتمل النوع الأول على دول الديمقراطية القديمة. واليوم، بعد اندلاع الحرب الإمبريالية الثانية، اختفى الجو الديمقراطي في كثير من البلدان الرأسمالية التي قد تحوّل بعضها والبعض الآخر في طريق التحول إلى دول تمارس فيها دكتاتورية البرجوازية العسكرية الدموية. ويمكن أن تدخل في عداد هذا النوع بعض البلدان التي تخضع للدكتاتورية المشتركة لملاك الأراضي و البرجوازيين.
والنوع الثاني موجود في الإتحاد السوفياتي، وتختمر ظروف ظهوره في مختلف البلدان الرأسمالية. وسوف يصبح هذا النوع في المستقبل شكلا سائدا في أرجاء العالم لفترة معينة من الزمن.
أمّا النوع الثالث فهو شكل انتقالي للدولة ينبغي أن تتبناه الثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة. ومن المؤكد أنّ كل ثورة من الثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة ستتميز ببعض الخصائص، ولكن هذه الخصائص لن تكون سوى اختلافات بسيطة في محيط من التماثل. فما دامت الثورات هي ثورات البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة، فمن المحتّم أن كلاّ من تركيب الدولة وتركيب السلطة السياسية في هذه البلدان سيكون متماثلا بصورة أساسية، أي دولة للديمقراطية الجديدة خاضعة للديكتاتورية المشتركة لعدة طبقات مناهضة للإمبريالية. وفي الصين الحالية فإن الجبهة المتحدة ضد اليابان هي بالضبط التي تمثل شكل الدولة الديمقراطية الجديدة - دولة معادية لليابان ومعادية للإمبريالية وقائمة على التحالف بين عدة طبقات ثورية، على جبهة متحدة. و لكن مما يدعو الى الأسف أن العمل من اجل تطبيق الديمقراطية في البلاد لم يبدأ بعد من حيث الأساس - رغما من انقضاء فترة طويلة على اندلاع حرب المقاومة - في معظم المناطق ماعدا القواعد الديمقراطية المناهضة لليابان والخاضعة لقيادة الحزب الشيوعي، وقد أستغل الإمبرياليون اليابانيون نقطة الضعف الأساسية هذه ليغزو أراضينا بخطى واسعة؛ وإذا لم تتخذ تدابير إزاء هذا الوضع، فإن مستقبل أمتنا سيتعرض لخطر جسيم.
إنّ المسألة التي نناقشها هنا هي مسألة "نظام الدّولة". و قد دار حولها الجدال لعشرات السنين منذ أواخر عهد أسرة تشينغ و لكنها لم تتضح بعد للجميع. و في الحقيقة أنها ليست أكثر من مسألة مراكز الطبقات الاجتماعية المختلفة في الدولة. إنّ البرجوازية تخفي دائما حقيقة مراكز الطبقات، لتطبق ديكتاتورية طبقتها الواحدة باستخدام كلمة "المواطنين". ومثل هذا الإخفاء لا يعود بأي مصلحة على الشعب الثوري، لذلك يجب علينا أن نوضح له ذلك بكل جلاء. إنّ كلمة "المواطنين" يجوز استخدامها، ولكن ينبغي ألا تشتمل على المعادين للثورة والخونة. إنّ الدولة التي نريد إقامتها اليوم هي ديكتاتورية تمارسها جميع الطبقات الثورية على المعادين للثورة والخونة.
"إنّ ما يدعى بالنظام الديمقراطي في الدول الحديثة غالبا ما تحتكره البرجوازية، فقد أصبح أداة لاضطهاد عامة الناس. أمّا الديمقراطية التي ينادي بها الكومينتانغ فهي حق يشترك فيه عامة الناس وليس بشيء تستأثر به الإقلية". ذلك هو التصريح الجاد الوارد في بيان المؤتمر الوطني الأول للكومينتانغ المنعقد في عام 1924 خلال فترة التعاون بين الكومينتانغ والحزب الشيوعي. ولقد انتهك الكومينتانغ نفسه هذا التصريح طوال ستة عشر عاما، الأمر الذي أدى إلى المحنة الشديدة التي تواجهها البلاد في الوقت الراهن. و إنّه لأفدح خطأ ارتكبه الكومينتانغ و نأمل أن يتطهر من هذا الخطأ في غمار حرب المقاومة ضد اليابان.
أمّا مسألة ما يسمّى بـ " نظام السلطة" فهي مسألة تتعلق بالشكل الذي تبنى عليه السلطة السياسية، بالشكل الذي تتخذه طبقة اجتماعية معينة من أجل تنظيم جهاز السلطة السياسية لمناهضة أعدائها و حماية ذاتها. فإنّ أي جهاز سلطة سياسية لا يتخذ الشكل المناسب لا يمكنه أن يمثّل الدولة. ويمكن للصين في الوقت الحاضر أن تتبنى نظام مجالس نواب الشعب المتسلسلة، من مجلس نواب الشعب الوطني حتى مجالس نواب الشعب في المقاطعات و المحافظات و المراكز و النواحي، وكل مجلس منها ينتخب الهيئة الحكومية التي على مستواه. ولكن يجب تطبيق نظام انتخاب يتمتع فيه الجميع بالمساواة الحقة بصرف النظر عن جنسهم نساءً كانوا أو رجالا ومعتقداتهم و أملاكهم وتعليمهم ، حتى يمكن تمثيل كل طبقة ثورية وفقا لمركزها في الدولة تمثيلا صحيحا، ويمكن التعبير عن إرادة الشعب تعبيرا صحيحا، ويمكن قيادة النضالات الثورية، والتعبير عن روح الديمقراطية الجديدة. ذلك هو نظام المركزية الديمقراطية. و الحكومة القائمة على نظام المركزية الديمقراطية تستطيع وحدها ان تعبر تعبيرا كاملا عن إرادة كل الشعب الثوري وأن تقاتل أعداء الثورة بأكثر فعالية. يجب ان تتجسد في تركيب الحكومة والجيش روح "عدم استئثار الأقلية" بهما، ولكن بدون نظام ديمقراطي فعلي لا يمكن تحقيق هذا الهدف، و بالتالي يكون الحديث عن التوافق و الانسجام بين نظام السلطة ونظام الدولة أمرا خارجا عن الموضوع.
إن نظام الدولة هو دكتاتورية مشتركة لجميع الطبقات الثورية. ونظام السلطة هو نظام المركزية الديمقراطية. وهذا يشكل سياسة الديمقراطية الجديدة، يشكل جمهورية الديمقراطية الجديدة، جمهورية الجبهة المتحدة ضد اليابان، جمهورية قائمة على مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة التي تتضمن السياسات الكبرى الثلاث، جمهورية الصين التي ينطبق اسمها على واقعها. وبالرغم من أنّه صارت لدينا اليوم جمهورية الصين، إلاّ أنّها مجرد اسم بلا واقع، فمهمتنا الحالية ان نخلق الواقع الذي يطابق ذلك الاسم.
تلك هي العلاقات السياسية الداخلية التي ينبغي للصين الثورية والمقاومة ضد اليابان، أن تقيمها ولا بدّ أن تقيمها، و ذلك هو الاتجاه الصحيح الوحيد الذي يجب أن نتبعه اليوم في "بناء الوطن".
6- اقتصاد الديمقراطية الجديدة
إنّ الجمهــورية التي يجب إقامتها في الصين لا بد أن تكون جمهورية للديمقراطية الجديدة سياسيا واقتصاديا على حد سواء.
ستكون المصارف الكبرى والمشاريع الصناعية والتجارية الكبرى ملكا للجمهورية. "إنّ كافّة المشاريع، أكانت صينية أم أجنبية، التي تحمل طابعا احتكاريا أو هي أكبر من أن يديرها الأفراد، مثل المصارف والسكك الحديدية والخطوط الجوية، يجب أن تشرف عليها الدولة وتديرها، حتى لا يستطيع الرأسمال الخاص أن يسيطر على وسائل معيشة الشعب. هذا هو المبدأ الرئيسي لتحديد الرأسمال". ذلك أيضا تصريح جاد ورد في بيان المؤتمر الوطني الأول للكومينتانغ المنعقد في فترة التعاون بين الكومينتانغ والحزب والشيوعي، وهي السياسة الصحيحة للتركيب الاقتصادي الخاص بجمهورية الديمقراطية الجديدة. ففي الجمهورية الديمقراطية الجديدة الخاضعة لقيادة البروليتاريا، سيكون القطاع العام ذا طبيعة اشتراكية، وهو يشكل القوة القائدة في مجموع الاقتصاد القومي، بيد أنّ هذه الجمهورية لا تصادر الأملاك الرأسمالية الخاصة الأخرى، ولا تحظر تطور الإنتاج الرأسمالي الذي "لا يسطر على وسائل معيشة الشعب"، وذلك لأن اقتصاد الصين لا يبرح متخلفا جدا.
وستتخذ هذه الجمهورية بعض التدابير اللازمة من أجل مصادرة أراضي ملاك الأراضي وتوزيعها على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا أو يملكون قطعا صغيرة، وتطبق بذلك شعار الدكتور صون يات صن القائل: "الأرض لمن يفلحها"، وتلغي العلاقات الإقطاعية في المناطق الريفية، وتحيل ملكية الأرض إلى الفلاحين. أما اقتصاد الفلاحين الأغنياء في المناطق الريفية فوجوده مسموح به. تلك هي سياسة "تحقيق المساواة في ملكية الأرض" و شعار "الأرض لمن يفلحها" هو الشعار الصحيح الذي يترجم تلك السياسة. وفي هذه المرحلة لن نسعى على العموم إلى إقامة الزراعة الاشتراكية، بيد أنّ أنوعا مختلفة من الاقتصاديات التعاونية التي تكون قد تطورت على أساس "الأرض لمن يفلحها" سوف تحتوي على عناصر اشتراكية.
وهكذا فلا بد للاقتصاد الصيني أن يتبع طريق "تحديد الرأسمال" و "تحقيق المساواة في ملكية الأرض"، ولا يجوز أبدا أن يكون "شيئا تستأثر به الأقلية"، ولا أن نسمح للرأسماليين وملاك الأراضي القلائل بأن "يسطروا على وسائل معيشة الشعب"، ولا أن نبني مجتمعا رأسماليا من النمط الأوربي الأمريكي أو نسمح ببقاء المجتمع شبه الإقطاعي القديم. و كل من يجرؤ على معارضة هذا الاتجاه، لن يستطيع التوصل الى هدفه بالتأكيد، بل سيرتطم بجدار من الصخر.
تلك هي العلاقات الاقتصادية الداخلية التي يجب على الصين الثورية والمقاومة ضد اليابان أن تقيمها، وسوف تقيمها حتما.
وهذا الاقتصاد هو اقتصاد الديمقراطية الجديدة.
وإنّ السياسة الديمقراطية الجديدة هي التعبير المركز عن اقتصاد الديمقراطية الجديدة هذا.
7- دحض الدكتاتورية البرجوازية
إنّ مثل هذه الجمهورية ذات سياسة الديمقراطية الجديدة واقتصاد الديمقراطية الجديدة يؤيدها أبناء الشعب الذين يشكلون أكثر من 90 بالمائة من مجموع سكان البلاد، فلا يوجد طريق آخر سواها.
فهل نسير في طريق تأسيس مجتمع رأسمالي يخضع لدكتاتورية البرجوازية ؟ حقا ان ذلك هو الطريق القديم الذي سلكته البرجوازية الأوربية و الأمريكية، ولكن أيّا من الوضعين الدولي والداخلي لا يسمح بأن تتبع الصين ذلك الطريق.
فإذا ما أخدنا الوضع الدولي بعين الاعتبار، وجدنا أنّ هذا الطريق مسدود، إذ أن الوضع الدّولي الرّاهن هو من حيث الأساس وضع يسوده الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، وضع تسير فيه الرأسمالية في طريق التدهور والاشتراكية في طريق الصعود. فأوّلا وقبل كل شيء لن تسمح الرأسمالية الدولية أي الإمبريالية، بإقامة مجتمع رأسمالي في الصين خاضع للدكتاتورية البرجوازية. إن تاريخ الصين الحديث هو بالضبط تاريخ عدوان الإمبريالية على الصين ومناهضتها لاستقلال الصين ولتطور الرأسمالية فيها. وما من ثورة قامت في الصين إلا وقد خنقتها الإمبريالية، هكذا استشهد عدد لا يحصى من الأبطال الثوريين وقلوبهم مليئة بالحقد البالغ عليها. والذي يحدث في الصين اليوم هو أن الإمبريالية اليابانية القوية تغزو الصين بغية تحويلها الى مستعمرة لها، وأنّ اليابان هي التي تسعى إلى تطوير رأسماليتها وليست الصين هي التي تطور رأسماليتها، وأنّ البرجوازية اليابانية هي التي تمارس دكتاتوريتها في الصين وليست البرجوازية الصينية هي التي تمارس دكتاتوريتها. صحيح أنّ الفترة الحالية هي فترة تبذل فيها لإمبريالية محاولاتها اليائسة الأخيرة، وهي تعالج سكرات الموت، إذ أنّ "الإمبريالية هي الرأسمالية المحتضرة"(6). ولكن لهذا السبب بالضبط، تعتمد الإمبريالية أكثر من أي وقت مضى على المستعمرات وشبه المستعمرات من أجل البقاء، ولن تسمح لأيّة مستعمرة أو شبه مستعمرة بأن تقيم أي مجتمع رأسمالي خاضع لدكتاتورية البرجوازية. ولما كانت الإمبريالية اليابانية غارقة في مستنقع الأزمات الاقتصادية والسياسية الخطيرة أي أنها تعالج سكرات الموت، فمن المحتم عليها ان تغزو الصين وأن تحاول تحويلها الى مستعمرة، وبذلك تسد الطريق على الصين في إقامة دكتاتوريتها البرجوازية وتطوير رأسماليتها الوطنية.
وثانيا لن تسمح الاشتراكية بذلك أيضا. إن الدول الإمبريالية في العالم جميعها أعداؤنا، وإذا كانت الصين تريد الاستقلال فإنها لا تستطيع بتاتا الاستغناء عن مساعدة الدولة الاشتراكية والبروليتاريا العالمية. وهذا يعني أنها لا تستطيع الاستغناء عن مساعدة الاتحاد السوفياتي ولا عن المساعدة التي تقدمها لها البروليتاريا في اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن طريق نضالاتها ضد الرأسمالية في بلدانها. وعلى الرغم من أنه لا يمكن القول بأن الثورة الصينية لن يتحقق انتصارها إلّا بعد انتصار الثورة في اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وألمانيا، أو في بلد أو بلدين منهما، ولكن مما لا يتطرق إليه الشك أنها لن تتنصر إذا لم تدعمها قوة البروليتاريا في هذه البلدان. وعلى الأخص فإن المساعدة السوفياتية شرط لا يمكن الاستغناء عنه إطلاقا من أجل انتصار الصين النهائي في حرب المقاومة. وإذا رفضنا المساعدة السوفياتية، فإن الثورة ستخفق، ألم تعطنا الحملات المعادية للاتحاد السوفياتي بعد عام 1927(7) درسا مبينا ؟ إنّ العالم اليوم يجتاز عصرا جديدا من الثورات والحروب، عصرا يتحتم فيه زوال الرأسمالية وازدهار الاشتراكية. فإذا سعينا في مثل هذه الظروف الى إقامة مجتمع رأسمالي في الصين خاضع للدكتاتورية البرجوازية، بعد الهزيمة الامبريالية والإقطاعية، أ فلا يكون ذلك مجرّد وهم ؟
وعلى الرّغم من أنّ تركيا الكمالية الصغيرة الخاضعة للدكتاتورية البرجوازية(8) قد ظهرت بعد الحرب الإمبريالية العالمية الأولى وثورة أكتوبر، من جراء ظروف خاصة (نجاح البرجوازية في صد العدوان اليوناني وضعف البروليتاريا)، فلن تكون هناك تركيا ثانية على الإطلاق فضلا عن أن تكون هناك تركيا يبلغ سكانها 450 مليون نسمة، بعد الحرب العالمية الثانية وإكمال البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي. وبسبب ظروف الصين الخاصة ( ضعف البرجوازية ومساومتها مع العدو، وقوة البروليتاريا وحزبها الثوري )، فإنّ الأمور فيها لم تسر قط بتلك البساطة التي سارت بها في تركيا. أ فلم تناد العناصر البرجوازية الصينية بالكمالية بأصوات عالية بعد إخفاق الثورة الكبرى الأولى عام 1927؟ لكن أين كمال الصيني ؟ وأين الدكتاتورية البرجوازية الصينية والمجتمع الرأسمالي الصيني ؟ وفضلا عن ذلك، فإن تركيا الكمالية لم يسعها في نهاية الأمر إلا ان ترتمي هي الأخرى إلى أحضان الامبريالية الأنجلو فرنسية، متحولة يوما بعد يوم الى شبه مستعمرة والى جزء من العالم الامبريالي الرجعي. وإزاء الوضع الدولي الراهن، فإنّ جميع "الأبطال" في المستعمرات وشبه المستعمرات إمّا أن يقفوا الى جبهة الإمبريالية ويصبحوا جزءا من القوى المضادة للثورة في العالم، وإمّا أن يقفوا الى الجبهة المناهضة لإمبريالية ويصبحوا جزءا من القوى الثورية في العالم. لا بدّ لهم أن يختاروا بين هذين الطريقين، وليس ثمة طريق ثالث.
وإذا ما أخدنا الوضع الداخلي بعين الاعتبار رأينا أنه كان ينبغي للبرجوازية الصينية أن تستخلص الدروس اللازمة. ففي عام 1927، ما كادت الثورة تحرز الانتصار بفضل جهود البروليتاريا والفلاحين والفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة حتى ركلت البرجوازية الصينية، بزعامة البرجوازية الكبرى، هذه الجماهير الشعبية جانبا واستأثرت بثمار الثورة وشكّلت حلفا مضادا للثورة مع الإمبريالية والقوى الإقطاعية وبذلت أقصى طاقاتها في حرب "إبادة الحزب الشيوعي" التي استمرت عشر سنوات. لكن ما هي النتيجة التي أسفرت الحرب عنها ؟ واليوم، وقد تغلغل عدو قوي في أعماق أراضينا وانقضت سنتان على حرب المقاومة ضد اليابان، أ فتعاودهم الرّغبة في أن ينقلوا حرفيا تلك الأنظمة البالية للبرجوازية الأوربية الأمريكية، التي قد فات أوانها ؟ لقد قاموا بـ "حملة إبادة الحزب الشيوعي التي استمرت عشر سنوات"، ولكن لم تؤد "الإبادة" إلى ظهور أي مجتمع رأسمالي خاضع للدكتاتورية البرجوازية، فهل يفكرون في القيام بجولة أخرى ؟ صحيح أن "حملة إبادة الحزب الشيوعي التي استمرت عشر سنوات" قد أدت إلى "دكتاتورية الحزب الواحد"، بيد أنها في الحقيقة دكتاتورية شبه مستعمرة وشبه إقطاعية. وبالإضافة إلى ذلك، فبعد أربع سنوات من حملة "إبادة الحزب الشيوعي" ( من 1927 حتّى حادثة 18 سبتمبر –أيلول- 1931 )، أدّت هذه "الإبادة" إلى ظهور "مانتشوقوه"؛ وبعد ستّ سنوات أخرى من الحملة، أي في عام 1937، دخل الإمبرياليون اليابانيون إلى أراضي الصين الواقعة جنوب السور العظيم. وإذا كان هناك أناس يفكرون اليوم في إعادة "الإبادة" لمدة عشر سنوات أخرى، فسوف يكون ذلك نمطا جديدا من "إبادة الحزب الشيوعي"، يختلف عن النمط القديم كثيرا أو قليلا. ولكن أ لم يبادر امرؤ ليتحمل بكل شجاعة مسؤولية هذه القضية الجديدة من"إبادة الحزب الشيوعي" ؟ أجل، إنّه وانغ جينغ وى الذي أصبح معاديا شهيرا للحزب الشيوعي من طراز جديد. ومن يرغب في الانضمام الى عصابته فهو حرّ في ذلك. ولكن أ فلا يثير ذلك فيهم مزيدا من الارتباك عند التشدق بتلك الأشياء المسماة بالدكتاتورية البرجوازية والمجتمع الرأسمالي والكمالية والدولة الحديثة ودكتاتورية الحزب الواحد والمذهب الواحد، وهكذا دواليك ؟ أمّا إذا أراد، بدلا من الانضمام الى عصابة وانغ جينغ وى، أن يلتحق بالمعسكر المقاوم لليابان، وهو ينوي أن يركل بعد انتصار حرب مقاومة اليابان الشعب المقاوم لليابان جانبا ويستأثر بثمار النصر على اليابان ويقيم "دكتاتورية دائمة للحزب الواحد"، أ فليس ذلك أشبه بأحلام يقظة ؟ "قاوموا اليابان !" "قاوموا اليابان!" لكن من يقوم بالمقاومة ؟ إنكم لا تستطيعون أن تتحركوا ولو خطوة واحدة بدون العمال والفلاحين والفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة. وإنّ كلّ من يجرؤ على محاولة ركلهم جانبا سوف يتحطم هو نفسه، أ لم يصبح هذا أيضا أمرا بديهيا ؟ بيد أن المتعنتين من البرجوازية الصينية ( أقصد المتعنتين وحدهم ) لم يستخلصوا درسا، فيما يبدو، خلال السنوات العشرين الأخيرة. أ فلا تسمعوهم لا يزالون يصيحون : "قيّدوا نشاط الحزب الشيوعي"، "أذيبوا الحزب الشيوعي "، "عارضوا الحزب الشيوعي" ؟ أ فلم تروا أنهم طرحوا "التدابير الخاصة بتقييد نشاطات الأحزاب الغريبة" ثم "التدابير لمعالجة مشكلة الأحزاب الغريبة"، ثم "المشروع الخاص بمعالجة مشكلة الأحزاب الغريبة" ؟ يا للعجب ! إلى أي مصير سيسوقون أمتنا وأنفسهم بكل هذا "التقييد" وهذه "المعالجة" ؟ إننا ننصح هؤلاء السادة بكل إخلاص وصدق : عليكم أن تفتحوا أعينكم وتنظروا جيدا إلى الصين والى العالم والى ما يجري في داخل البلاد وخارجها والى الوضع الحالي حتى لا تكرروا أخطاءكم. وإذا تماديتم في أخطائكم، فمع أن مستقبل امتنا سيتعرض للكوارث، لكنني على ثقة من أنّ أموركم لن تسير كما تشتهون. إنه لحتمي ومؤكد ومحقق أنّه إذا لم يعد المتعنتون من البرجوازية الصينية الى رشدهم فإن مستقبلهم سيكون مظلما، إذ سيسوقون أنفسهم إلى الدمار. ولذا فإننا نأمل في الحفاظ على الجبهة المتحدة الصينية ضد اليابان حتى تنتهي قضية مقاومة اليابان بالنصر عن طريق التعاون بين الجميع بدلا من ان تحتكرها عصبة واحدة، تلك هي السياسة الصالحة الوحيدة، وكل ما عداها سياسة طالحة. هذه هي النصيحة الصادقة التي نقدمها نحن الشيوعيين، فلا تلومونا بأننا لم نحذركم مقدما.
"إذا كان ثمة طعام ، فليتقاسمه الجميع"، إنّ هذا القول الصيني المأثور في منتهى الصواب. فما دام يشارك الجميع في قتال العدو، يحقّ لهم ان يتشاركوا في الطعام، وفي العمل، وفي التعليم. أمّا الأساليب التالية "كل شيء يؤول إليّ وحدي" و "لا أحد يجرؤ على الإساءة إليّ"، فهي أساليب عتيقة كان يتخذها السادة الإقطاعيون، ومن المؤكد أنها لا تصلح في الأربعينات من القرن العشرين.
نحن الشيوعيين لن نبعد أيا من الثوريين، بل سنحافظ على الجبهة المتحدة، ونطبّق التعاون الطويل الأمد مع جميع الذين يرغبون في مقاومة اليابان حتى النهاية من الطبقات والفئات والأحزاب والجماعات السياسية و الأفراد. ولكن إذا حاول بعض الناس إبعاد الحزب الشيوعي أو تمزيق الجبهة المتحدة فلن نسمح بذلك ابدا . لا بد للصين من أن تواصل مقاومة اليابان، وتثابر على الوحدة والتقدم، وإنّنا لن نتسامح مع أولئك الذين يحاولون الاستسلام وخلق الانقسام والتقهقر.
8- دحض ثرثرة "اليساريين" الفارغة
إذا لم يكن من الممكن سلوك الطريق الرأسمالي طريق الدكتاتورية البرجوازية، فهل يكون في الإمكان سلوك الطريق الاشتراكي طريق الدكتاتورية البروليتارية ؟
كلاّ، هذا مستحيل أيضا.
فممّا لا يتطرق إليه الشك أن الثورة الحالية هي الخطوة الأولى، وهي ستتطور فيما بعد الى الخطوة الثانية، أي الى الاشتراكية. ولن تبلغ الصين عصر السعادة الحقيقية إلا حين تدخل عصر الاشتراكية. ولكن لم يحن الوقت بعد لتطبيق الاشتراكية. فالمهمة الحالية للثورة الصينية هي محاربة الإمبريالية والإقطاعية، ولا مجال للكلام عن الاشتراكية قبل انجاز هذه المهمة. والثورة الصينية لا بد أن تمر بخطوتين، الخطوة الأولى هي الديمقراطية الجديدة والخطوة الثانية هي الاشتراكية. والأكثر من ذلك أن الخطوة الأولى ستتطلب وقتا طويلا جدا، ولا يمكن انجازها بين ليلة وضحاها. نحن لسنا طوباويين فلا يجوز لنا أن نغض النظر عن الظروف الواقعية الحالية.
إن بعض المحرضين المغرضين يخلطون عن عمد بين هاتين المرحلتين الثوريتين المختلفتين، وينادون بما يسمّى "نظرية الثورة الواحدة"، للبرهان على أن مبادئ الشعب الثلاثة تنطبق على أي ثورة كانت، وعلى أن الشيوعية تفقد بنتيجة ذلك مبرر وجودها؛ وهم يستخدمون هذه "النظرية" ليعارضوا بشدة الشيوعية والحزب الشيوعي، والجيش الثامن والجيش الرابع الجديد، ومنطقة حدود شنشي- قانسو –نينغشيا. إن غرضهم من ذلك هو استئصال كل ثورة، ومعارضة المضي بالثورة الديمقراطية البرجوازية وبالمقاومة ضد اليابان حتى النهاية، وتهيئة الرأي العام لاستسلامهم للغزاة اليابانيين. وهذه الحالة خلقها الإمبرياليون اليابانيون بصورة مخططة، إذ أدركوا مند احتلالهم ووهان أنّهم لا يستطيعون إخضاع الصين بالقوة العسكرية وحدها، وبالتالي بدأوا يلجأون إلى المهاجمة السياسية والإغراء الاقتصادي. إنّ الهجمات السياسية تقوم في إغراء وتضليل العناصر المتذبذبة في المعسكر المقاوم لليابان، وتمزيق الجبهة المتحدة، ونسف التعاون بين الكومينتانغ والحزب الشيوعي. أمّا الإغراء الاقتصادي فهو يبدو فيما يسمّى بـ "الإدارة المشتركة للمؤسسات الاقتصادية". فيسمح الغزاة اليابانيون للرأسماليين الصينيين، في الصين الوسطى والجنوبية، بمساهمة قدرها 51 بالمائة من رساميل مثل هذه المؤسسات، حيث يكون نصيب الرأسمال الياباني 49 بالمائة؛ كما أنهم يسمحون للرأسماليين الصينيين في الصين الشمالية بمساهمة قدرها 49 بالمائة، حيث يكون نصيب الرأسمال الياباني 51 بالمائة. وفضلا عن ذلك وعد الغزاة اليابانيون برد الممتلكات التي يملكها الرأسماليون الصينيون عن طريق توظيفها في المؤسسات كأسهم يشتركون بها. فكان بعض الرأسماليين العديمي الضمائر الذين أغرتهم الأرباح ينسون كل المبادئ الأخلاقية متلهفين الى الدخول في التجربة. ولقد استسلمت منهم فئة يمثلها وانغ جينغ وى . كما أن فئة أخرى متخفية في المعسكر المقاوم لليابان تنوي أن تحذو حذو الفئة الأولى. ولكن هؤلاء، كلصوص يساورهم الخوف، يخافون ان يعترض الشيوعيون طريقهم، كما يخافون أكثر أن يتهمهم عامة الناس بالخيانة. ولذلك فإنهم احتشدوا في اجتماع وقرروا فيه أن يهيئوا الرأي العام في الأوساط الثقافية والصحافية قبل تنفيذ رغبتهم. وحالما تقررت خطتهم هذه سارعوا الى استئجار بعض "تجار الروحانيات"(9) بالإضافة إلى بعض التروتسكيين(10)، فحرّك هؤلاء أقلامهم يثيرون الجلبة والضوضاء ويسددون ضارباتهم الطائشة. ومن هنا ظهرت بضائعهم : "نظرية الثورة الواحدة"، و الشيوعية غير صالحة لأوضاع الصين الخاصة، ولا مبرر لبقاء الحزب الشيوعي في الصين، والجيش الثامن والجيش الرابع الجديد يخرّبان حرب المقاومة ضد اليابان و يقومان تحت ستار حرب العصابات بالتنقلات فقط دون دخول المعارك، ومنطقة حدود شنشي – قانسو – نينغشيا هي منطقة إقطاع، والحزب الشيوعي عاص وانفصالي ومتآمر ومثير للاضطرابات. إن هذه الأقاويل تستهدف خداع أولئك الذين لا يعرفون حقيقة الأحداث الجارية في العالم الذي يحيط بهم، لكي يستطيع الرأسماليون – حالما سنحت لهم الفرصة - أن يتقدموا بالمبررات للحصول على نسبة 49 أو 51 بالمائة وبيع جميع مصالح الأمة للعدو. وحيلتهم هذه تسمى بحيلة "تبديل عارضة السقف بخشبة نخرة" وهي التحضير الفكري أو تهيئة الرأي العام الذي يسبق استسلامهم. إن هؤلاء السادة الذين ينادون، وعلى سيمائهم مظاهر الجدية، بـ "نظرية الثورة الواحدة" ويناهضون الشيوعية والحزب الشيوعي لا يسعون في الحقيقة إلا وراء الحصول على نسبة الـ 49 أو 51 بالمائة. ولشد ما عصروا أذهانهم ! أن "نظرية الثورة الواحدة" هي، على وجه التحديد، نظرية عدم القيام بالثورة، وهذا ما يشكل جوهر المشكلة.
بيد أن ثمة أناسا آخرين لا يحملون نوايا سيئة في ما يبدو، ولكن قد ضللتهم "نظرية الثورة الواحدة" والفكرة الذاتية المحضة القائلة بـ "تحقيق الثورة بضربة واحدة في المجال السياسي والاجتماعي"، وهم لا يفهمون أن الثورة تنقسم في سيرها إلى مراحل، و انه لا يمكننا أن نصل الى المرحلة التالية من الثورة إلا بعد إنجاز المرحلة الأولى، فلا يوجد ما يسمى "تحقيق الثورتين بضربة واحدة". ووجهة النظر هذه لشديدة الضرر أيضا، لأنها تخلط الخطوات الواجب اتخاذها في الثورة وتضعف الجهد الموجه نحو تحقيق المهمة الراهنة. إنه لصحيح ومتفق مع النظرية الماركسية حول تطور الثورة أن نقول عن المرحلتين الثوريتين: أن أولاهما توفر الشروط اللازمة للثانية، وإنّه لا بد أن تكونا متتابعتين دون السماح بأن تتخللهما مرحلة دكتاتورية البرجوازية. أما الادعاء بأن الثورة الديمقراطية ليست لها مهمتها المحددة ولا مرحلتها الخاصة، وأنّه من الممكن في الوقت الذي تتحقق فيه الثورة الديمقراطية، تحقيق مهمة أخرى لا يمكن القيام بها إلا في فترة أخرى مثل مهمة الثورة الاشتراكية، فذلك يترجم فكرة "تحقيق ثورتين بضربة واحدة"، وهي لفكرة طوباوية يرفضها الثوريون الحقيقيون.
9- دحض المتعنتين
ويتقدم المتعنتون البرجوازيون بدورهم ويقولون : حسنا، لقد أجلتم أيها الشيوعيون ذلك النظام الاشتراكي إلى مرحلة تالية أعلنتم ما يلي : "لقد كانت مبادئ الشعب الثلاثة هي ما تحتاجه الصين في الوقت الحاضر، فإنّ حزبنا مستعد للنضال من اجل تحقيقها تحقيقا كاملا"(11)، إذن فاطووا شيوعيتكم مؤقتا. إن مثل هذه الأقوال تحت عنوان "المذهب الواحد" قد أصبحت صيحة جنونية، وهي في جوهرها ليست سوى صيحة المتعنتين من أجل ممارسة تسلطهم البرجوازي. ومهما يكن من أمر، يمكننا بدافع اللياقة أن نعتبرها ترجمة عن افتقارهم إلى ابسط المعارف.
إن الشيوعية هي نظام كامل للأيديولوجية البروليتارية وهي في نفس الوقت نظام اجتماعي جديد. هذا النظام الأيديولوجي والاجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي واجتماعي آخر، وهو أكثر النظم كمالا وتقدمية وثورية ومنطقية في التاريخ الإنساني. فالنظام الإيديولوجي والاجتماعي الإقطاعي قد دخل في متحف التاريخ، كم أن النظام الأيديولوجي والاجتماعي الرأسمالي دخل هو الآخر في المتحف في جزء من العالم (في الاتحاد السوفياتي )، أمّا في بقية أجزاء العالم فقد أصبح هذا النظام كـ "شمس على وشك الغروب أو شخص مشرف على الموت قد يقضي نحبه بين لحظة وأخرى"، فلن يطول به الوقت حتى يصبح في المتحف. أمّا النظام الأيديولوجي والاجتماعي الشيوعي فهو وحده ينبض بالشباب الناضر والحيوية الدافقة، وينتشر في العالم بسرعة التيار الجارف وقوة الصاعقة. ولقد فتحت الشيوعية العلمية مند دخولها إلى الصين آفاقا جديدة أمام الشعب وبدّلت في نفس الوقت وجه الثورة الصينية. وبدون إرشاد المذهب الشيوعي، لن تنجح الثورة الديمقراطية الصينية قطعا، ناهيك عن مرحلة الثورة اللاحقة. وهذا هو السبب في أنّ المتعنتين البرجوازيين يصيحون تلك الصيحة العالية مطالبين بـ "طي" الشيوعية. الواقع أن "طيها" غير جائز، لأنّها إذا طويت فعلا فستقع الصين مستعبدة على الفور. إن العالم جميعه اليوم يعتمد على الشيوعية كالمنقذة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين اليوم.
ويعرف الجميع أن الحزب الشيوعي قد وضع، فيما يتعلق بالنظام الاجتماعي، منهاجا للحاضر ومنهاجا للمستقبل، أي منهاجا أدنى ومنهاجا أقصى. الديمقراطية الجديدة في الفترة الحالية، والاشتراكية في المستقبل، هذان جزءان من الكل العضوي يسترشدان بالنظام الأيديولوجي الشيوعي الكامل. وإنّ منهاج الحزب الشيوعي الأدنى يتماثل بصورة أساسية مع القواعد السياسية لمبادئ الشعب الثلاثة، ولمجرّد هذا التماثل راحوا يصيحون بجنون بـ "طي" الشيوعية، أ فليس ذلك في منتهى السخافة ؟ وهذا التماثل وحده يوفر لنا نحن الشيوعيين إمكانية الاعتراف بـ "مبادئ الشعب الثلاثة كقاعدة سياسية للجبهة المتحدة ضد اليابان"، وإمكانية الإعلان بأنه "لمّا كانت مبادئ الشعب الثلاثة هي ما تحتاجه الصين في الوقت الحاضر، فإن حزبنا مستعد للنضال من أجل تحقيقها تحقيقا كاملا"، ولو لا هذا التماثل لما أمكن ذلك الاعتراف والإعلان. ومن هنا قامت جبهة متحدة بين الشيوعية ومبادئ الشعب الثلاثة في مرحلة الثورة الديمقراطية، و هذه الجبهة المتحدة هي بالضبط ما كان يعنيه الدكتور صون يات صن بقوله : "إنّ الشيوعية هي الصديق الحميم لمبادئ الشعب الثلاثة"(12). إنّ نكران الشيوعية يعني، في الحقيقة، نكران الجبهة المتحدة. لقد لفّق المتعنتون تلك الحجج السخيفة لنكران الشيوعية، وذلك بالضبط لأنهم يريدون أن يطبقوا – بإنكار الجبهة المتحدة – مذهب الحزب الواحد الذي ينادون به.
إن نظرية "المذهب الواحد" نظرية سخيفة أيضا. وطالما وجدت الطبقات، فلا بد أن يكون لكل منها مذهب، بل قد يكون لكل جماعة من جماعات الطبقة الواحدة مذهبها. وما دام اليوم للطبقة الإقطاعية مذهب إقطاعي، وللبرجوازية مذهب رأسمالي، وللبوذيين مذهب بوذي، وللمسيحيين مذهب مسيحي، وللفلاحين مذهب تعدد الآلهة، وما دام بعض الناس قد نادوا، في هذه السنوات الأخيرة، بالكمالية، والفاشية، والحياتية(13)، و "مذهب لكل حسب عمله"(14)، وما شابه ذلك، فلماذا لا يمكن إذن أن يكون للبروليتاريا شيوعيتها ؟ وما دام ثمة مذاهب لا تحصى فلماذا ترتفع صيحة "اُطووا" الشيوعية عند التعرض لها ؟ نقول بكل صراحة، إنّنا لن "نطوي" الشيوعية، فمن الأحرى أن ننظم مسابقة بيننا وبينكم. فإذا هزمتم الشيوعية فسنعترف نحن الشيوعيين بسوء حظنا. أما إذا لم تهزموها "فلتطووا" انتم في أسرع وقت ممكن ذلك السلوك الصادر عن "المذهب الواحد" والمخالف لمبدأ الديمقراطية !
ولتفادي سوء الفهم وفتح أعين أولئك المتعنتين، فمن الضروري أن نبين بكل وضوح أوجه الخلاف والتماثل بين مبادئ الشعب الثلاثة و الشيوعية.
فحين نقارن بين مبادئ الشعب الثلاثة والشيوعية نجد أنّهما تتماثلان في بعض الأمور وتختلفان في بضعها الآخر.
أوّلا، يتجلّى التماثل في المنهاج السياسي الأساسي لكل من المذهبين خلال مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية في الصين. إنّ القواعد السياسية الثلاث، مبادئ الوطنية والديمقراطية ورفاهية الشعب الثورية الواردة في مبادئ الشعب الثلاثة التي أعاد الدكتور صون يات صن تفسيرها عام 1924، متماثلة بصورة أساسية مع المنهاج السياسي الشيوعي لمرحلة الثورة الديمقراطية في الصين. وبفضل هذا التماثل ووضع مبادئ الشعب الثلاثة موضع التنفيذ قامت الجبهة المتحدة بين المذهبين وبين الحزبين. ومن الخطأ تجاهل هذا الوجه من المسألة.
ثانيا، أمّا أوجه الخلاف بينهما فهي: 1) ثمّة فرق في بعض أقسام المنهاج الخاص بمرحلة الثورة الديمقراطية. فالمنهاج السياسي الشيوعي الخاص بالمجرى الكامل للثورة الديمقراطية يتضمن حصول الجماهير الشعبية على السلطات الكاملة، وتحديد يوم العمل بثماني ساعات، وتطبيق برنامج الثورة الزراعية الكامل، أمّا مبادئ الشعب الثلاثة فلم تتضمن هذه النقاط. و إذا لم تكمل مبادئ الشعب الثلاثة بهذه النقاط وإذا لم تكن هناك نية لتنفيذ هذه النقاط، فإنّ هذه المبادئ لن تكون متماثلة مع المنهاج السياسي الشيوعي للثورة الديمقراطية إلاّ بصورة أساسية ولا يمكن أن نصفهما بالتماثل التام. 2) والفرق الآخر يتجلى في وجود مرحلة الثورة الاشتراكية وعدم وجودها . إن الشيوعية تتضمن مرحلة الثورة الديمقراطية بل تتضمن فوق ذلك مرحلة الثورة الاشتراكية، وبالتالي فهي تملك الى جانب المنهاج الأدنى منهاجا أقصى أي المنهاج الخاص بتحقيق نظام الاشتراكية والشيوعية. أمّا مبادئ الشعب الثلاثة فهي تتضمن مرحلة الثورة الديمقراطية وحدها من دون مرحلة الثورة الاشتراكية، فتملك منهاجا أدنى من دون منهاج أقصى، أعني أنها لا تملك منهاجا من أجل إقامة نظام الاشتراكية والشيوعية. 3) الخلاف في النظرة إلى العالم. فالنظرة الشيوعية الى العالم هي المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، بينما نظرة مبادئ الشعب الثلاثة الى العالم هي النظرة المزعومة التي تفسر التاريخ برفاهية الشعب، وهي في جوهرها النظرة الثنائية أو المثالية. إنّ هاتين النظرتين الى العالم متعارضتان. 4) الفرق بين التمتع بروح المثابرة على الثورة وفقدانها. فإنه تتوفر لدى الشيوعيين الوحدة بين النظرية والنشاط العملي، أي أن الشيوعيين يتحلون بروح المثابرة على الثورة. أمّا بالنسبة الى أتباع مبادئ الشعب الثلاثة، باستثناء أولئك المخلصين للثورة والحقيقة، فإن الوحدة بين النظرية والنشاط العملي ليست موجودة لديهم، وأفعالهم تناقض أقوالهم، أي أنهم لا يتحلون بروح المثابرة على الثورة. تلك هي أوجه الخلاف بين المذهبين. وبسبب أوجه الخلاف هذه، يختلف الشيوعيون عن اتباع مبادئ الشعب الثلاثة. وممّا لا يتطرق إليه الشك أنه من الخطأ كل الخطأ تجاهل هذا الاختلاف، ورؤية الوحدة وحدها من دون التناقض.
وإذا فهم المرء هذه الأشياء يسهل عليه ان يدرك ما يقصده المتعنتون البرجوازيون حين يطالبون بـ "طيّ" الشيوعية. وهذه المطالبة، إن لم يكن المقصود منها التسلط البرجوازي، فهي تعبر عن افتقار المتعنتين إلى أبسط المعارف.
(6) انظر لينين: "الإمبريالية أعلى مراحل الرّأسمالية".
(7) المقصود هنا سلسلة من الحملات المعادية للاتّحاد السوفياتي قامت بها حكومة الكومينتانغ في أعقاب خيانة تشيانغ كاي شيك للثورة. ففي 13 ديسمبر (كانون الأوّل) 1927، اغتال الكومينتانغ نائب القنصل السوفياتي في قوانغتشو؛ وفي اليوم التالي، أصدرت حكومته في نانكينغ "مرسوما بقطع العلاقات مع روسيا"، فسحبت اعترافها الرسمي بالقناصل السوفييت في مختلف المقاطعات وأمرت المؤسسات التجارية السوفياتية هناك بالتوقف عن كلّ نشاط. وفي اغسطس (آب) 1929 نظّم تشيانغ كاي شيك، بتحريض من الإمبرياليين، أعمالا استفزازية في الشمال الشرقي ضدّ الاتّحاد السوفياتي أدّت إلى صدامات مسلّحة.
(8) كان كمال ممثّلا للبرجوازية التجارية التركية في أيام ما بعد الحرب العالمية الأولى. فبعد أن وضعت تلك الحرب أوزارها، حرّض الإمبرياليون البريطانيون اليونان التابعة لهم على القيام بالعدوان المسلّح ضدّ تركيا، ولكن الشعب التركي، بمساعدة الاتحاد السوفياتي، هزم القوات اليونانية عام 1922. وفي عام 1923، انتخب كمال رئيسا لجمهورية تركيا. وقال ستالين: "إنّ الثورة الكمالية ثورة للفئة العليا، ثورة للبرجوازية التجارية الوطنية، نشأت خلال النضال ضدّ الإمبرياليين الأجانب ثمّ اتّجهت من حيث جوهرها، في أثناء تطوّرها اللاّحق، ضدّ الفلاّحين والعمّال وضدّ جميع إمكانيات الثورة الزراعية." راجع ستالين: "حديث مع طلبة جامعة صون يات صن".
(9) يقصد الرفيق ماو تسي تونغ هنا تشانغ جيون ماي وزمرته. فبعد حركة 4 مايو (أيار)، قام تشانغ جيون ماي بمعارضة العلم علانية مبشّرا بـ "الرّوحانيات" أو "الثقافة الرّوحانية"، فأطلق عليه إسم "تاجر الرّوحانيات". وتأييدا للغزاة اليابانيين وتشيانغ كاي شيك، نشر "رسالة مفتوحة إلى السيد ماو تسي تونغ" في ديسمبر (كانون الأوّل) 1938 بإيعاز من تشيانغ كاي شيك، وقد قام فيها بدعاية مسعورة لإلغاء الجيش الثامن والجيش الرابع الجديد ومنطقة حدود شنشي-قانسو-نينغشيا.
(10) كان تروتسكي (1879- 1940) زعيما لجماعة مناهضة للّينينية في الحركة الثورية الروسية، ثمّ انزلق تماما في هوّة العصابة المعادية للثورة. وطرد من الحزب الشيوعي السوفياتي من قبل اللّجنة المركزية للحزب عام 1927، وفي عام 1929 طردته الحكومة السوفياتية إلى خارج حدود البلاد. وفي عام 1932 سحبت منه الجنسية السوفياتية. ومات عام 1940 خارج الاتحاد السوفياتي – المعرّب.
(11) انظر بيان اللّجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الصادر في سبتمبر (أيلول) 1937 بشأن إقامة التعاون بين الكومينتانغ والحزب الشيوعي.
(12) انظر "محاضرات حول مبدأ رفاهية الشعب" التي ألقاها الدكتور صون يات صن في عام 1924، المحاضرة الثانية.
(13) "الحياتية" عنوان كتاب كتبه بعض الأوغاد الرجعيين الذين استأجرهم تشن لي فو أحد رؤساء مكتب مخابرات تشيانغ كاي شيك، ونشر تحت اسمه الكريه، وهذا الكتاب عبارة عن خليط من الأباطيل والسخافات التي تروّج فاشية الكومنتانغ.
(14) كان يان شي شان، أحد أمراء الحرب وممثّل ملاك الأراضي الكبار والكمبرادور الكبار في مقاطعة شانشي، قد طبّل وزمّر لهذا الشعار بدون حياء أو خجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق