منذ سبعين عاما قام الجيش الأحمر الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بمسيرة كبرى استغرقت حوالى سنتين قطع فيها أكثر من اثني عشر ألف كيلومتر، وتنقلت قوات الجيش الأحمر الرئيسية من جنوب غرب الصين الى شمال غربها يهدف الحيلولة دون نشوب حرب أهلية، هذا من جهة ومن جهة أخرى تجميع القوى لخوض الحرب ضد العدوان الياباني. ومن بين الجنود الذين اشتركوا في هذه المسيرة الكبرى كثير من المجندات. الان نقدم لكم قصص بعضهن خلال هذه المسيرة .
أعزائي. تستمعون الان الى أغنية تشيد كلماتها بجنود الجيش الأحمر اثناء عبورهم الجبال الثلجية العالية والمستنقعات الواسعة خلال المسيرة الكبرى، وهذه الفترة التي تتحدث عنها الأغنية كانت أصعب الفترات بالنسبة للجيش الأحمر خلال المسيرة. استعرضت السيدة ليو تيان يو / احدى مجندات الجيش الأحمر والتي تبلغ من العمر حاليا الثالثة والتسعين استعرضت تلك الايام قائلة:
" عندما صعدنا الى قمة احد الجبال الثلجية تجمدت أطرافنا ولم نكن قادرين على الحركة. وكانت الدروب على قمة الجبل ضيقة جدا وزلقة جدا. وإذا لم يأخذ أي شخص حذره فقد يسقط الى هاوية عميقة .... "
أثناء المسيرة الكبرى كان الجنود معرضين دائما للموت، لأنهم لم يكونوا يقاتلون الأعداء فحسب بل يواجهون مشاقات وأخطار لا تحصى ولا تعد. وقد يتساءل البعض: ما هى القوة الدفعة التي شجعت هؤلاء المجندات الأضعف من زملائهن الرجال على المثابرة والسير في هذه المسيرة الطويلة ؟ قالت هؤلاء المجندات جميعا إنهن اختارن هذا الطريق أي طريق الثورة من أجل تحرير أنفسهن وأفراد عوائلهم وأقربائهن من استغلال واضطهاد الطغاة وطبقة ملاك الآراضي والرجعيين. ومن أجل تجنيب الصين الوقوع في حرب أهلية، ومن أجل مقاومة العدوان الياباني ...
استعرضت السيدة وانغ تشوآن يوان التي كانت قائدة فوج نسائي تابع للجيش الأحمر تلك المعارك أثناء المسيرة الكبرى قائلة: كانت المجندات اثناء القتال في غاية الشجاعة والبسالة حيث قصصن شعرهن وتنكرن كالرجال، واشتركن في المعارك غير مباليات بالموت والتضحية. وإذا لم تكن الذخيرة كافية كن يستخدمن الاحجار لرمي الاعداء بها. قالت السيدة وانغ إنها كانت تحس بالرصاص يمر بالقرب منها إلا أنها لم تكن خائفة بل كانت تقود زميلاتها بكل شجاعة لمحاربة الأعداء ....
لم يكن القتال والموت التهديد الوحيد لهؤلاء المجندات فقد كان التعرض للجوع اثناء المسيرة من أكبر المشاكل التي تهدد أرواحهن أيضا. أثناء عبورهن الجبال الثلجية والمستنقعات الواسعة كن لا يجدن أي شئ للأكل. ولم يكن أمامهن إلا أكل الأعشاب وجذور النباتات ولحاء الاشجار.قالت السيدة ليو تيان يوي:كانت لديهن ارادة قوية تدفعهن للمثابرة في طريق هذه المسيرة الصعبة الطويلة حتى يتم الوصول الى يوم الانتصار:
" إذا اشتدت الجوع بنا كنا نجمع بعض الاعشاب أو جذور النباتات البرية لاعداد حساء لنشربه. وبهذا الاسلوب كنا نتغلب على المجاعة .... "
معظم هؤلاء المجندات أثناء المسيرة الكبرى كن في ربيع عمرهن إلا أنهن قضين هذه السنوات في هذه المسيرة المحفوفة بالاخطار والمشقات. ورغم كثرة الأخطار والصعوبات إلا السيدة وانغ دينغ قوه التي اشتركت في المسيرة الكبرى أيضا تصفها بأنها لا تفتقر الى السرور أيضا. وقد زار مراسلنا قبل وقت غير بعيد هذه المجندة المسنة. ورغم أن عمرها الان يزيد على الخمسة والتسعين عاما إلا أنها ما زالت نشيطة وفي صحة جيدة. قالت لمراسلنا إن المجندات استخدمن الأغاني أثناء المسيرة لتشجيع الجنود للتقدم الى الامام. طلب منها مراسلنا أن تغني فغنت المسنة أغنية كانت ترددها دائما في طريق المسيرة:
قالت المسنة إنها إنضمت الى الفريق الفني التمثيلي التابع للجيش الأحمر إثر بدء المسيرة الكبرى. وبعد ذلك قدمت مع زميلاتها الأخريات كثيرا من العروض كمسرحيات الغناء والحوار والرقص باعتبارها أسلوبا فعالا لتشجيع جنود الجيش أثناء المسيرة. تحدثت المسنة عن تلك الايام المليئة بالمشقات والأخطار والمختلطة أيضا بالافراح والسرور قائلة:
" عقدنا العزم على السير في طريق الثورة تحت قيادة الحزب الشيوعي. وكنا على استعداد للتضحية بأرواحنا، لم نطأطئ رؤوسنا أمام المشقات والصعوبات أثناء عبور الجبال الشامخة والانهار الكبيرة، بل واجهنا كل هذه الصعوبات بالأغاني المبهجة والمفرحة وبتفاؤلنا وصمودنا.... "
------------------------------------------------------------
النص مأخوذ من هذا الرّابط:http://arabic.cri.cn/204/2006/10/09/41@63995.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق